اكتب هذا المقال و(دباب) يمر من امام البيت سريعا صوته يخترق طبلة الاذن ايذانا ببدء العطلة الصيفية التي استهلها الطلاب الاعزاء بتمزيق الكتب والمراجع وجعلها تتطاير في الهواء ومن ثم التسكع ليلا حتى الفجر وفي كل مكان.. تراهم على الكورنيش او الواجهات البحرية يزاحمون العائلات وموسيقاهم تصدح عاليا ولا بأس من الرقص ايضا ان اخذهم الطرب دون مراعاة لمشاعر الحضور. اما في المجمعات التجارية فالمشي زرافات ووحدانا مرتدين الغريب من الملابس والتقاليع التي لا تمت الى مجتمعنا المحافظ بصلة يضايقون من يتسوق من الاسر اما بتعليقاتهم ومعاكساتهم غير البريئة.. او بمزاحمتهم العائلات التي ترى في رجوعها الى البيت الحل الافضل بدلا من حصول مالا يحمد عقباه. وقد يعتقد البعض ان كتابتي هذه لا تعدو كونها انتقادا لهم او لمد اصابع الاتهام في وجوهههم دون دراسة اسباب حدوثها او وضع الحلول اللائقة لتلافي استمرارها. وبالطبع هؤلاء اتوا من طبقات عدة افرزها المجتمع فاما غنى فاحشا تتوافر معه السيولة الكافية لفعل ما يحلو لهم دون رقابة من الاهل او المجتمع واما فقرا مدقعا يكون دافعا في بعض الاحيان للانحراف اذا ما توافرت الارض الخصبة له بوجود اصدقاء السوء او انعدام الرقابة واهمال المحيطين. فهل من الصعب احتواء هذا الجيل المتذبذب بكل سلبياته وايجابياته في اماكن قد تبرز معها ابداعات ومواهب مدفونة تم وأدها وحكمنا نحن عليها بالفشل دون ادنى مجاملة ولو بسيطة منا لإنقاذ ما يمكن انقاذه؟فلماذا لا يتبنى رجال الاعمال واصحاب المؤسسات الخاصة انشاء مراكز تعليمية ترفيهية او ثقافية ذات ربحية معقولة وبأسعار رمزية او تشجيعية؟ خصوصا وقد رأينا تجارب ناجحة في بلدان عدة قامت بتبني مواهب وتطلعات هؤلاء الشباب حتى اننا رأينا لهواة السباق او (التفحيط) اماكن خاصة بهم (راليات) مصغرة الغرض منها احتواء طاقة هؤلاء الشباب الغض بدلا من تعريض حياتهم وحياة الآخرين للخطر. الجميع يتساءل متى يحدث هذا؟