عبرت تصريحات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام يوم أمس حول زيارته لليمن عن أعمق الود الذي يكنه سموه والمسؤولون في المملكة للشعب اليمني الشقيق..
وفي الحقيقة فإنه من الطبيعي أن يوجد تلاحم بين شعبي المملكة واليمن وقادة البلدين، نظراً لأن اليمن هو امتداد طبيعي للمملكة وعمق استراتيجي لها. ووجود اليمن الاستراتيجي على باب المندب وإشرافها على البحرين الأحمر وبحر العرب يمثل موقعاً متميزاً ومؤثراً في حفظ مصالح المملكة، بل مصالح الأمة العربية جميعها.
كما أن اليمن هو المخزون التراثي للأمة العربية حيث اليمن مهد الحضارات العربية المؤثرة في التاريخ القديم والمؤثرة بعطائها الفكري للبشرية جمعاء طوال قرون من الزمن الذي تمتع به بنو الإنسان بمنجزات اليمن المتقدمة آنذاك..
ويمكن للمملكة واليمن بناء علاقة نموذجية خاصة حينما يتم كبح جماح المزايدين الذين أرهقوا هذه العلاقات وأضعفوها في مناسبات مختلفة.
والتفكير الموضوعي يجعل العلاقة بين المملكة واليمن تكاملية ويمكنها تحقيق الكثير للأمة العربية. وحينما يتم تنسيق سياسي بين البلدين بشكل حقيقي ومخلص فإن البلدين يمثلان قوة سياسية واقتصادية لا يستهان بها. ونعتقد أنه لا توجد موانع يصعب تخطيها لتحقيق التعاون الخلاق بين البلدين.
والمملكة من جانبها تنظر إلى اليمن دائماً، على أنها بلاد شقيقة تحوز على الاحترام.. إضافة إلى أن تاريخ المملكة يشهد بأنها تلتزم بمبادىء مثلى قلما يتمتع بها جيران بلدان أخرى.
فالمملكة تلتزم بصرامة بعدم التدخل في الشئون الداخلية لأي بلد آخر. وتسعى بكل الطرق لحل الخلافات مع الآخرين بالحسنى وروح المودة والاحترام.
واستطاعت المملكة، بهذه الروح المسئولة التي تتسامى عن الاتهامات والتجريح، تحقيق كثير من الثمار لها وللبلدان الأخرى.
كما أن قادة المملكة يعملون بصمت، ولا ينزعون إلى الاستعراضية الخطابية والتلفزيونية لحل الخلافات مع البلدان الأخرى.
وتوجد في البلدين كثير من الثروات التي يمكن تنميتها لخدمة مستقبل الشعبين الشقيقين. كما يوجد بهما كثير من الطاقات الكامنة، بما في ذلك الموارد البشرية والقدرات الخلاقة، مما يجعل ثمار التعاون ممكنة. ويحدو البلدين شعباً وقادة، أمل بأن يمهد مجلس التنسيق السعودي اليمني لعلاقات أكثر عمقاً وحرارة وعملية.
وسوف يجني البلدان ثماراً يانعة وحقيقية إذا ما اتخذت القرارات السياسية في اتجاه المصلحة الحقيقية للشعبين وليس من أجل تسجيل بطولات شخصية.
ويبدو أن الوقت يحتم الآن على قادة البلدين التفكير العميق بضرورة تكامل الجهود وتلاحم المواقف لمواجهة التحديات الجديدة التي يمكن أن تنتج عن الأوضاع التي تتم هندستها لإيجاد نظام عالمي جديد قد يزرع أمام المملكة واليمن على وجه الخصوص الكثير من التحديات.