بدأ الاقتصاد الروسي الذي يتوقع ان تبلغ نسبة نموه 5.4 % لعام 2003 حسب آخر تقديرات رسمية، بجذب رؤوس الاموال التي كانت تميل اكثر الى الهروب من روسيا.
فللمرة الاولى في تاريخ روسيا يتوقع ان يكون حجم الرساميل التي تدخل روسيا خلال الربع الثاني من العام 2003 اكثر من حجم الرساميل التي تخرج منها. وقال نائب رئيس المصرف المركزي الروسي اوليغ فيوغين ان هذا الرصيد سيكون ايجابيا بين ابريل يونيو "وقد يصل الى ستة مليارات دولار" في حين انه كان سلبيا بـ1.3 مليار دولار، خلال الربع الاول من السنة.
وكان هروب رؤوس الاموال يشكل حتى الآن إحدى نقاط ضعف الاقتصاد الروسي اذ ان الشركات كانت تفضل تحويل ارباحها الى حسابات بالعملة الصعبة في قبرص وملاذات ضريبية اخرى. وتبقى روسيا البلد الذي يتداول فيه اكبر عدد من الدولارات الاميركية بعد الولايات المتحدة وهو مؤشر الى عدم ثقة الروس كثيرا بعملتهم الوطنية. وتشدد ناتاليا اورلوفا المحللة في مصرف (الفا) على انه رغم ذلك تسجل روسيا تقدما فعليا على صعيد تدفق رؤوس الاموال وثمة اسباب جيدة لتوقع حصيلة ايجابية للعام 2003 بمجمله. ويرى انطون ستروتشينيفسكي المحلل في الشركة المالية "ترويكا ديالوغ" ان خروج الرساميل يتراجع ببطء نسبيا. لكن يلاحظ خصوصا دخول رساميل بوتيرة متسارعة مما يؤدي الى تعويض هروب الرساميل الاخرى وينشط الاستثمارات في روسيا. ويوضح اوليج فيوجين ان المصدر الاول للرساميل هو ارتفاع القروض الطويلة الامد للشركات مشددا على ان هذا الارتفاع في الاعتمادات الاجنبية يشهد على تحسن الثقة بروسيا. ويضيف ان تصرف الروس ايضا تغير فهم باتوا يحولون اكثر فاكثر مدخراتهم بالدولار، الى الروبل. ويرى انطون ستروتشينفسكي ان آلية النمو في طور التغير فالاستثمارات باتت تشكل عنصرا طاغيا فيها وارتفاع عدد القروض يشير الى ان التبعية لعائدات النفط تتراجع.
وشهدت الاستثمارات قفزة بلغت 11.8 % في الاشهر الخمسة الاولى من العام 2003 مقارنة مع السنة السابقة.
ويرى الخبراء في وزارة التنمية الاقتصادية ان هذه الظاهرة تشكل
محركا جديدا للاقتصاد.
وقد رفع هؤلاء توقعات النمو لمجمل العام الحالي من 4.6 %
الى 5.4 %.
وتبدي بعض شركات الاستثمار في روسيا مزيدا من التفاؤل مثل (يو اف
جي) التي شددت على ان نسبة النمو قد تصل الى 7%. والنقطة السلبية الوحيدة تبقى (حجم الاستثمارات الاجنبية المباشرة الضعيف) رغم تحسن نسبته 75% في الاشهر الخمسة الاولى من السنة على ما يقول نائب رئيس المصرف المركزي.
لكن الاستثمارات القياسية التي قامت بها شركة (بي بي) النفطية البريطانية لتأسيس شركة مشتركة مع المجموعة الروسية (تي ان كاي) يفترض ان تسمح بتجاوز (عتبة نفسية) كما اكد ميخائيل فريدمان رئيس مجلس ادارة (تي ان كاي- بي بي).