اسم جديد للجامعات ظهر علينا مع القرن الجديد، فالجامعات الالكترونية، او جامعات الهواء، او الجامعات المفتوحة، تعددت الاسماء والمفهوم واحد، كلها جامعات اخذت تطفو على السطح، واخذت اعلامها ترفرف وتجذب الاضواء اليها، وهذه الجامعات ليست جديدة كل الجدة، بل كانت.. ومازالت موجودة في الغرب، يرتادها الملايين من الطلاب من مختلف الاعمار، ونجحت هناك نجاحا باهرا، وقد اشتهرت بريطانيا بها منذ عام 1970م، وكان قبلها في الولايات المتحدة الامريكية في مدينة شيكاغو عاصمة ولاية الانوي، وايضا كانت في موسكو مع بداية الستينيات، ولا أنسى (ام الجامعات الالكترونية) كما اطلق عليها الدكتور غازي القصيبي هذا الاسم.. وهي جامعة الصين التليفزيونية، التي ينتظم فيها قرابة 600 الف طالب.
اليوم برزت حاجتنا في العالم العربي الى هذا النوع من الجامعات، حيث ان الطلب على التعليم الجامعي في تزايد مطرد، ولدينا ـ في العالم العربي ـ مع بدء الدراسة ملايين الطلبة، تخرجوا في الثانوية، ووجدوا ان الخيارات المتاحة أمامهم محدودة فليس كل طالب يستطيع الالتحاق بجامعة اهلية، فهذا الخيار باهظ التكاليف، ولن تستوعب جامعاتنا كل الطلبة المتخرجين من الثانوية، فما الحل اذا؟ هناك فكرة خامرت احد رواد التنمية في العالم، طرحها، وقبلها المجتمع العلمي منه، وبدأ في تنفيذها، وهاهي اليوم تفتح ابوابها لطلابنا.. أعني بذلك الجامعة العربية المفتوحة التي بدأت بالفعل فتح ابوابها في مملكة البحرين الشقيقة، وفكرتها نشأت بمبادرة وبجهود فردية تبناها وقادها صاحب السمو الملكي الامير طلال بن عبدالعزيز، رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الامم المتحدة الانمائية (اجفند) وهي مشروع عربي غير ربحي، فحمدا لله، لقد ولجنا الى الحقبة الالكترونية.
وقبل ان اودعك ـ عزيزي القارىء ـ اود ان اضع امام ناظريك بعض المعلومات المفيدة عن تلك الجامعة الفتية، فقد ترغب في الانضمام الى صفوفها، فهي جامعة عربية مفتوحة، تساهم في توفير فرص التعليم العالي لمواطني دول العالم العربي، وقد تم توقيع اتفاقية تعاون بينها وبين الجامعة البريطانية المفتوحة والتي تعتبر من أعرق الجامعات على المستوى العالمي في مجال التعليم المفتوح، وجامعتنا العربية هذه تهدف الى اتاحة المجال لابناء الوطن العربي لمواصلة التعلم والتخصص في مختلف حقول المعرفة، وتوفير فرص التدريب المهني لتغطية حاجات سوق العمل ومتطلبات التنمية في الوطن العربي، وتوفير فرص التعليم العالي لشرائح خاصة من المجتمعات العربية كالنساء والقاطنين في المناطق النائية واجراء البحوث والوان النشاط الاكاديمي التي تخدم الخطط التنموية في العالم العربي، وتشمل برامجها برامج درجة البكالوريوس، برنامج اللغة الانجليزية وادابها، برنامج تقنيات المعلومات والحاسب الآلي، برنامج ادارة الاعمال، برنامج الدراسات التربوية، وبرنامج الدبلوم العالي في التربية، والشهادات التي تمنحها الجامعة العربية المفتوحة، معترف بها كجامعة مرخصة للتعليم العالي، تقدم مناهج التعليم المفتوح والتعليم عن بعد. اذا بدأ التعليم الجامعي الالكتروني في وطننا العربي.. سارع الى الالتحاق.