احدثت العملات المعدنية الملغاة إرباكاً بين المواطنين والتجار وامتناع البنوك التجارية عن استبدالها زاد من حجم المشكلة .
ويعد قرار البنك المركزي إلغاء التداول بمسكوكة الدينار المعدني بشكليها السباعي والدائري وكذلك النصف دينار السباعي- احادي اللون- الاول من نوعه منذ تأسيس البنك، حيث لم يسبق ان قام البنك بمثل هذا الاجراء في حين انه عمد ثلاث مرات الى سحب بعض المسكوكات من التداول دون ان يضطر لالغائها نهائيا في موعد محدد بحسب مصدر في البنك المركزي.
وقد كانت عمليات التزوير التي تعرضت لها هذه المسكوكات السبب الرئيسي في الغائها واستبدالها بالعملات الورقية التي تعد اكثر حصانة تجاه عمليات التزوير نظرا لما تحتويه من علامات فارقة ومميزة يصعب على المزورين تقليدها.
ورغم ان العملات المعدنية الملغاة تعتبر قانونية ويمكن تداولها في الاسواق حتى نهاية الشهر الجاري الا ان الغالبية العظمى من العاملين في القطاع التجاري وقطاع النقل امتنعوا عن استقبال تلك العملات نظرا لامتناع العديد من البنوك التجارية عن استبدالها مما تسبب في حدوث ارباك كبير بين المواطنين فقد كان امتناع البنوك التجارية عن استبدال المسكوكات الملغاة او استلامها من المواطنين سببا في اتساع دائرة المتذمرين من قرار الغاء العملة حيث تلقى البنك المركزي العديد من الشكاوى بهذا الخصوص.
وكانت وسائط النقل العامة والمطاعم والمحال التجارية شاهدة على العديد من المناكفات والشجارات التي ارتفعت وتيرتها مع قرب انتهاء المرحلة المحددة من قبل البنك المركزي.
وفيما يعد مخالفة صريحة للمهلة التي حددها اعلان البنك المركزي عمد بعض السائقين واصحاب المحال التجارية الى الاعلان عن عدم استعدادهم لاستقبال اي من العملات التي اثارت الجدل مؤخرا.
وقال احد سائقي التكسي انه يضطر في كثير من الاحيان لاخذ العملات الملغاة من الركاب والذين غالبا ما يرفضون استلامها.
في حين اشار عدد من اصحاب المحال التجارية الى ان امتناعهم عن استلام العملات الملغاة تسبب في خسارتهم لبعض زبائنهم.
وقال ابراهيم ابو الراغب صاحب احد محال بيع القهوة اننا نتقبل في كثير من الاحيان موقف المواطنين او الزبائن بعدم رغبتهم باستلام العملات الملغاة كما اننا لا نمتنع عن استلامها منهم خوفا من ان يؤدي ذلك الى عزوفهم عن التعامل مع المحل.
واشار احمد عبدالدايم "مندوب المبيعات" الى ان التخلص من العملات الملغاة اصبح عبئا على المواطن والتاجر وخاصة اولئك الذين لا يملكون مبالغ كبيرة منها، واضاف انه كان من الافضل ان يتم سحب العملة المعدنية الملغاة من الاسواق بشكل تدريجي حتى يتم تجنب هذا الارباك الحاصل بين المواطنين، اذ ان الجميع يفضل التخلص من تلك العملة وعدم استلامها في نفس الوقت، دون ان يضطر لاستبدالها من البنك المركزي بعد ان امتنعت البنوك التجارية عن استبدالها وكان من الاجدر بها ان تساعد البنك المركزي في سحبها للعملات الملغاة.
اما رائد الخطيب- صاحب محل تجاري- فقال: قررت عدم التعامل بالعملات الملغاة لان لا احد يرغب باستلامها من الزبائن وحتى البنوك وبسبب هذا الموقف خسرنا العديد من الزبائن واحتككنا مع الكثيرين منهم.
