عزيزي رئيس التحرير لقد اطلعت على مقال الاخ حسن مصطفى في صفحة (الرأي) عدد 10978 بتاريخ 2003/7/6م الاحد وما جاء بهذا المقال ولقد ربط الكاتب بين جبهة الانقاذ في الجزائر وحقها المدني. ولا يختلف اثنان على ان لكل مواطن حقه المدني وفي لعب هذا الدور كاملا بحرية كاملة. ولكن لم يشر الكاتب الى كيفية فوز الجبهة او الى كيفية حصولها على اغلبية الاصوات في الانتخابات التي جرت ان صح القول. وقد يخفى على الكثير ان عباسي مدني وهو قائد جبهة الانقاذ الذي وصفه الكاتب بالمعتدل كان من انصار الرئيس العراقي السابق صدام حسين وكان يتلقى مساعدات مالية كبيرة من النظام السابق في العراق لعلنا نتذكر ان مجموعة من المثقفين الكويتيين عندما ذهبوا اليه اي الى الشيخ عباسي مدني قال لهم لا يمكن ان اعترض على اجتياح العراق للكويت وان الرئيس السابق صدام حسين هو الذي سيحرر القدس.
من ناحية اخرى فان علي بلحاج يعتبر من الراديكاليين المتشددين وكان انصاره يهددون من لا يصوت لهم. فنتيجة نجاحهم اصلا في الانتخابات مشكوك فيها ولم تكن صافية تماما من التدخل الخارجي فعباسي مدني تلقى اموالا والشيخ علي بلحاج معروف بتشدده حتى انه يوصف بأنه من اولئك النيوقراطيين.
كما ان الاخ الكاتب حسن مصطفى لم يتطرق للجانب الاقليمي والجانب الدولي الذي له تأثيره البالغ والواضح. فلا التشدد مطلوب في الجزائر ولا الفرانكوفونية المطلقة مطلوبة والوسطية هي الحل الامثل. وطريقة جبهة الانقاذ كطريقة حماس والجهاد عندما ينضج الرطب ممن زرعه يحاولون جنيه دون صاحبه فحماس والجهاد تريدان مصادرة النضال التاريخي لمنظمة التحرير الفلسطينية وجبهة الانقاذ تريد انقاذ نفسها بمصادرة التاريخ النضالي لجبهة التحرير الوطني. ومن هنا يأتي الخلاف. كما ان التحفظ على علي بلحاج وعباسي مدني اصبح ضرورة وطنية امنية تفوق الحق المدني في الاحوال العادية. اذ ان البلاد كانت ومازالت في حالة طوارئ.
@@ د. عبدالإله المحمود
