DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. سعد الناجم

د. سعد الناجم

د. سعد الناجم
أخبار متعلقة
 
الأديبة الشاعرة ثريا العريض عندما تقرأ نصوصها شعرا او نثرا تنغرس قدماك في رمال شاطىء الخليج وتنظر الى باسقات نخله ولا تستطيع ان تطاول قاماتها ولا استمرار اخضرارها فتفقد بواقعك وعي رمزية وجود النخلة شامخة الهامة مع الزمن وحتى ان ماتت فتموت واقفة وظلها البشري لا يموت, لذا يرتد طرفك حزينا حسيرا. الدكتورة العريض رغم نشاطها المتعدد في عملها الرسمي او الاعلامي لها حضور متواصل في المناسبات الثقافية والاجتماعية وعندما تشارك تجد طرحها مميزا لا تدركه الا ذائقة راقية تعي ابعاده ومراميه ورغم مرور الزمن فهي لا تزال تمتلك روحا خفيفة الظل واثقة الخطى قوية الشكيمة تستمع للآخرين بأدب وترد باختصار بعيدة عن ثرثرة الرجال والنساء.. فيشعر من يستمع اليها بأن بداخلها عالما كبيرا متسعا ومتباينا كالوطن متعدد الأبعاد والرؤى لكنها بوعيها الثقافي استطاعت ان تنسج ذلك التباين في منظومة شكلت ذاتها وشخصيتها الأسرية بشكل يستحق الاحترام.. فعندما تتغنى بالخليج شعرا يشدك صوت النهامين في شعرها يجسد جهد وتعب الغواصين وهم يلتقطون لقمة العيش من لجة البحر ومخاطر مصادفاته وعندما تبحر بكتاباتها في صحراء الجزيرة تجعلك تشتم رائحة العشب والخزامى من وديانها المتزينة فرحا عند استقبال الامطار بعد طول انتظار, اما الوطن العربي والاسلامي في شعرها ومآسيه فهو متجذر في شرايينها تبعثه كطائر قص جناحيه ورمي جانبا يرمق صغارا يعانون الضياع والجوع في فلسطين وغيرها.. وتصور المارين وهم يسكبون دموعهم التي يخبئونها تحت غترهم واكمام ايديهم او غطاء وجوه نسائهم حتى لا يعلنوا حال ضعفهم. ثريا فسلة من نخيل ابراهيم العريض - يرحمه الله - الذي اعطى للخليج فكره في زمن الكلام والصمت والصمود ورفع شعار ان الانسان رغم كل مفارقاته المذهبية والاجتماعية إلا أنه جدير بالاحترام مادام يحترم انسانيته وينتمي لوطنه عطاء وتجديدا ووعيا لا ترهقه الدعاوى الباطلة والشعارات المغرضة والانتماء الى لا شيء. @ فاصلة: دعاء خاص للدكتور الدباغ ومن على شاكلته من الرجال الذين يفسحون المجال لبناتنا المبدعات ليأخذن دورهن المرتقب في مجتمع قل من يترجم ما يردد من قول ملموس فعلا في الحياة بفتحه المجال للمبدع الانسان ذكرا او انثى ليحقق ذاته.