صرح رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي أنه والرئيس الأمريكي جورج بوش متفقان حول ضرورة حل الازمة السياسية والاقتصادية في زيمبابوي. ومن جانبه، قال بوش في مؤتمر صحافي عقده مع مبيكي بعد محادثات بينهما استمرت ساعتين في بريتوريا نحن نشترك في نفس الهدف بالنسبة لزيمبابوي.
وكان اعيد انتخاب رئيس زيمبابوي روبرت موغابي الذي يحكم البلاد منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1980، في مارس من العام الماضي في عملية اقتراع قال المراقبون الغربيون انها اتسمت بالتزوير وشابها العنف.
وتعاني زيمبابوي، التي كانت تعرف سابقا باسم روديسيا، من فوضى سياسية واقتصادية حيث يبلغ معدل التضخم فيها 300 في المائة طبقا للارقام الرسمية ونسبة البطالة 70 في المائة وتعاني من نقص الاغذية والوقود.
كما أعلن بوش في المؤتمر الصحفي مع مبيكي أن شيئا لم يتغير في الموقف الأمريكي بشأن ارسال قوات أمريكية الى ليبيريا، رافضا بذلك الالتزام بالمساهمة عسكريا في قوة لحفظ السلام في هذا البلد الدامي. وجدد بوش في تصريحات في بريتوريا دعواته الى الرئيس الليبيري تشارلز تايلور بالتنحي وكرر التطمينات التي اطلقها في السنغال الثلاثاء بان الولايات المتحدة ستعمل مع دول غرب افريقيا والامم المتحدة لتعزيز وقف اطلاق النار في ليبيريا.
إلا انه قال انه مع وجود فرق تقييم امريكية في منروفيا فانه من المبكر جدا الحكم بالضبط بما سيكون عليه التحرك الاميركي.
واضاف: لقد قلت نعم سنتدخل ونحن نقوم الآن بتقييم حجم تدخلنا.
وبينما كان اجتماع بوش ـ مبيكي منعقدا، جرت مظاهرات في بريتوريا جمعت ناشطين في اتحاد نقابات (كوساتو) ومنظمات مناهضة لحرب العراق ومعارضين لنظام رئيس زيمبابوي.
ورغم أن متظاهرين هتفوا (إحدى قرى تكساس خسرت أحمقا)، إلا أن التظاهرات جرت في هدوء.
وقالت وكالة أنباء جنوب أفريقيا (سابا) إن المتظاهرين سلموا ممثلين عن السفارة الاميركية مذكرة اتهموا فيها بوش بالسعي الى جعل جنوب افريقيا شرطي الولايات المتحدة في القارة الافريقية، متهمين الرئيس بوش بأنه يسعى للسيطرة على الثروات النفطية في أفريقيا. وكتب متظاهرون على يافطات ارحل من هنا! لدينا ما يكفي من الادغال (كلمة بوش تعني: دغل بالانكليزية) في افريقيا.
وجاءت التظاهرات وغياب نيلسون مانديلا بطل الكفاح الأفريقي وعدم ادراج اي اتصال شعبي او رمزي في برنامج زيارة الرئيس الامريكي لجنوب أفريقيا، في ثالث يوم من جولته الافريقية، كمؤشرات واضحة على قلة الحماسة والشكوك في الزيارة الأمريكية.
كما ان حزب الرئيس مبيكي ليس آخر المعارضين للسياسة الامريكية. ومن اشد منتقديها بطل الكفاح الأفريقي الذي ذهب الى حد اتهام بوش بانه لا يفكر بالطريقة الصحيحة، وتغيب بشكل واضح عن برنامج الزيارة وهو الامر النادر الحصول خلال زيارة رئيس دولة أجنبي.
ولم يطالب البيت الابيض بعقد لقاء مع مانديلا، وقالت الناطقة باسم هذا الاخير ان الحائز على جائزة نوبل للسلام 1993 سيكون خارج البلد.