رغم ما قدمه المستشرقون من تشويه للحقائق عن الوطن العربي والجزيرة العربية خاصة وقلة مصداقية البعض منهم في نقل الحقائق مازلنا نتوهم ان بيدهم ان يقدمونا الى العالم الآخر وكأننا معوقو الفكر وليس لدينا العقول التي توصلنا بالآخر بطريقتنا نحن وليس بطريقة الآخرين (بالواسطة).
مع ارتفاع غبار ايلول في العاصمة الامريكية فتحت الكتب وانكب الامريكيون على دراسة وتحليل عالمنا العربي والاسلامي ولم يجدوا ما يثبت لهم اننا شريرون بما فيه الكفاية وان الادلة في الكتب والمراجع التي قدمها المستشرقون السابقون ليست مكتملة وينقصها تاريخ اسود يجب ان يكتب بدم هذه الامة لذلك كان لابد من اعادة الاستشراق من جديد وهبت مراكز البحوث في الغرب تدعمها الاجهزة الامنية السرية لترسل مستشرقين جددا يعلمون ماذا يريدون بل يجمعون من افواه البعض دون العامة من المتعلمين ومراكز البحوث في العالم العربي وهاهم يدبون في الارض ليلقون الاسئلة ويجمعون المعلومات من بعض الصحفيين والكتاب الذين يصفقون لهم بدون ان يعوا ان الاستشراق لم يعد في عصر العولمة مهما وليس له نصيب في التقريب بين الشعوب لاننا نستطيع ان نتجول داخل مراكز البحوث في الغرب (بضغطة زر) ونحن على اسرة النوم. وهم كذلك ونستطيع ان نتحدث مع من نريد في بلاد العم سام علىالهواء مباشرة وهم كذلك. اذا الاستشراق لم يعد في هذا العصر مجديا الا اذا كان بنوايا اخرى! المستشرقون المشوهون لصورة الحضارات العربية والاسلامية ساهموا في تباعد المسافات والانشقاق بين الغرب والشرق بل زادوا في ذلك ان فصلوا بين البشر اخلاقيا وفكريا في الغرب والشرق رغم ان تمازج الحضارات كان في العهود السالفة بينا وواضحا ولم يقم الاسلام بالتفريق او التشتيت في الاديان بل اقر بها جميعها واضاء الاديان الاخرى فزاد من تاصيلها ولن نحيد عنه مهما فسروه بطريقتهم او اولوه بطريقة ترجماتهم. وقد شرع منذ زمن طويل الكثير من العرب والمسلمين بالاستغراب اي الذهاب الى الغرب وتقديم حضارات الاسلام الى المراكز والبحوث الغربية بطريقة حضارية حوارية. وليس اقل من اعضاء مجلس الشورى لدينا منذ تولي المرحوم ابن جبرين رئاسته فقد قام بجولات في كل دول العالم تقريبا مع اعضاء من مجلس الشورى وشرحوا الاسلام وطريقة تعامله مع الحضارات الاخرى ولا يزال رئيس المجلس اطال الله في عمره فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد يقوم بهذا الجهد رغم ازدحام وقته هو واعضاء مجلس الشورى. اذا نحن نقدم انفسنا وحضارتنا للعالم الآخر بأنفسنا فلماذا يأتي مستشرق لينقب بين ظهرانينا ويلفق ما يريد في تاريخنا ونحن نصفق له.
سعيد مطر