الشفاعة او (الواسطة) ظاهرة يمارسها المجتمع ولا يستثنى اي شعب على وجه البسيطة في التعامل بموجبها للوصول الى شأن من شئون الحياة وعربة بمحرك قوي تستخدم لتحريك ونقل الاشياء الراكدة بطريقة لا يحكمها النظام وتسير خارج القضبان يمارسها افراد المجتمع من مختلف المستويات الاجتماعية والثقافية وصارت من الضروريات حتى في ابسط الامور الحياتية في وقتنا الحاضر. ويسعى في طلبها الفرد والجماعة كوسيلة لتحقيق منفعة خاصة او عامة بادراك تام من ملاك القرار بوجودها ويساهمون في تطبيقها مع الآخرين طالما ان ذلك يحقق العون للمواطن ولكن (رضا الناس غاية لا تدرك) وملاك القرار بشر لا يحيطون بالناس جميعا وقليل هم الذين يحظون بالوصول الى صاحب الامر.. وهذا يتطلب خصائص معينة قد لا تتوفر عند الجميع مثل اجادة فن العلاقات وتبادل المنافع وغيرها من الصفات التي يتميز بها البعض وصولا الى هدف معين.. وهنا تكمن سلبية الواسطة واثرها في المجتمع وتبرز دعاوى عدم المساواة والشعور بالحرمان ومن هنا يراها البعض وسيلة مرفوضة تؤدي الى ظلم الانسان للانسان ويراها البعض الآخر ظاهرة صحية داخل المجتمع يستعين بها كوسيلة ناجعة لتحقيق هدف معين دون تعد على حقوق الآخرين.. وهكذا تشكلت وتكونت هذه الظاهرة الاجتماعية واصبحت واقعا نمارسه بانانية مفرطة احيانا قد نتجاوز خطوطها الحمراء لجلب منفعة خاصة يرى البعض ان له حقا مشتركا بها ولا يجوز التفرد بها لشخص دون آخر.. ومن الصعوبة بمكان الحد من انتشار هذه الظاهرة نظرا لتعدد الآراء والفرضيات التي تحكمها ولدراسة هذه الظاهرة وطرحها للمناقشة في وسائل الاعلام في بلادنا يجب الاتفاق على سلبياتها او كونها حقا مشروعا لكل مواطن؟
وضرورة بيان مسبباتها لجهات الاختصاص هدف للوصول الى مجتمع منظم وليس بحاجة الى ركوب هذه العربات المتسكعة على دروب الحياة شئنا ام ابينا.. والله المستعان.
عبدالله الفريجي
مدير مكتب صحفي القصيم ـ الخبراء