كشف خبير تونسي في الأعشاب الطبية أن عددا من النباتات التونسية يمكنها تعويض العديد من الأدوية المركبة. وقال الباحث الطبي وخبير الأعشاب بلقاسم الحامدي في دراسة حديثة له "نحن أمام صيدلية طبيعية يمكنها تغيير حياة الإنسان".
ويؤكد أن نبتة "الترنجية"، وهي نبتة مشهورة كثيرا تساعد على تليين الجهاز الهضمي وتهيئته للنشاط، لكن مشكلتها الكبرى أنها تخفض نسبة الحديد في الدم، كما أنها تسبب هبوطا في ضغط الدم، ونبضات القلب، ولذلك ينصح باستعمالها بشكل مدروس. أما "النعناع" وهو عشبة منبهة، فلا يجوز استعماله في الليل لأنه يتسبب في الأرق، ومن أهم محاسنه القدرة على تنبيه الجهاز الهضمي والجهاز العصبي، ولهذا فهو ينفع أصحاب الأعصاب الضعيفة، وقد ثبت علميا أن كل أوراق النعناع الخضراء مفيدة جدا للصحة.
ويؤكد الباحث الحامدي أن "الزعتر"، وهو نبتة جبلية له قدرة عجيبة على مقاومة البرد، ومعالجة تخثر الدم، وتنبيه الأعصاب، وجلب النوم، وتقوية الرغبة الجنسية، وتسهيل الهضم، ومطاردة الجراثيم في الدم، لكنه لا ينفع المصابين بقرح المعدة أو بارتفاع ضغط الدم. أما "الكليل" فيقهر أمراض الكبد بأنواعها، ويحسّن عمل الجهاز التنفسي، ويرفع نسبة الأكسيجين في الدم. ويفيد زيت الكليل في مقاومة جراثيم الدم والتهابات الحنجرة والقصبات الهوائية، لكن وجب الحذر لأنه يرفع ضغط الدم. أما بالنسبة لـ"العرعار" وهو موجود بكثرة بالجنوب التونسي ومنطقة القصرين والشمال الغربي فهو أفضل المضادات الحيوية في معالجة المصابين بالإسهال. وقد اتضحت قدرته على تقوية جدران الأمعاء إذا تمت تغليته في الماء، وتناوله طيلة ثلاثة أيام بمعدل كأس واحد في اليوم، ولكن هذه النبتة لا تساعد المصابين بالفشل الكلوي.
ويكشف الباحث التونسي في دراسته عن سرّ كبير يتعلق بنبتة "الحلبة"، ويعلق مازحا "عندما يعرف التونسيون منافع الحلبة سنفتقدها من الأسواق. وللحلبة منافع عديدة، فهي من أهم المواد في مقاومة الجسم للسرطانات بأنواعها، وتساهم في تنظيف الدم من السموم، وتنشيط بعض الغدد، وتقوية أنشطة الأعضاء الداخلية (القلب والكليتان والكبد...)، وتظهر مساوئها إذا تمت المواظبة الطويلة عليها، فبعد 8 أشهر من المداومة قد يصاب الجسم بإفراط في المعادن. وتتحدث دراسات الباحث بلقاسم الحامدي عن قيمة الحناء كمادة للتجميل التقليدي ودورها الصحي، فوضعها على القدمين يبرد الجسم، ويسهل حمل المرأة، خاصة في الشتاء، ووضعها على راحتي اليدين يعالج الحساسية الجلدية.
ويمكن وقاية الرأس من البرد بوضع خليط من الحناء وورق الريحان فوق الشعر، وقد ثبت أن ريح أوراق الحناء وتناولها بالعسل أو من دونه يقويان جدار المعدة. ولإزالة رائحة الفم السيئة وتقوية اللثة وتنظيف الأسنان وتقوية الرغبة الجنسية لدى المرأة لابد من استعمال السواك، وهي نبتة تستخرج من لحاء شجرة طبية. ويؤكد الباحث أن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام نصح بالسواك، لكنه لم يكن يقصد السواك الذي تستعمله التونسيات اليوم، بل كان يقصد عود الأراك، الذي ينبت في اليمن ويباع في أسواقنا.