منذ ان أعلن الاتحاد السعودي عن عودة اللاعب الأجنبي للملاعب السعودية مرة أخرى وتحديدا في عام 1413هـ تسابقت الأندية السعودية على أبواب مكاتب السماسرة بحثا عن اللاعبين الأجانب وكل مكتب يعرض سلعته وكأننا في سوق الحراج وكل ناد يبحث عن الأفضل ولكن يشترط أن المبلغ أقل من مستوى اللاعب وكما يقولون (رخيص وكويس) والأندية لها عشر سنوات تبحث عن ذلك المحترف الفلتة ولكنه لم يظهر على الرغم من قدوم أكثر من خمسمائة لاعب أجنبي إلى الدوري الممتاز. ومئات الملايين طارت بالهواء كما يقولون عزيزي القارئ. في هذا التقرير وقبل بداية الموسم سنفتح كتاب اللاعب الأجنبي وسنقرأ هل استفادت الأندية منه ام هو استفاد وهل بات إغلاق ملف اللاعب الأجنبي ضروريا؟
فترة الرعيل الأول
ما زالت أسماء المحترفين في الفترة الأولى عالقة في أذهان الرياضيين حتى الصغار الذين لم يشاهدوهم على الإطلاق فكان هناك ريفلينو البرازيلي في الهلال صاحب القدم القوية وكذلك نجيب الامام وبرونو البرازيلي في الشباب ومصطفى النقر وليرة وطارق ذياب والعقربي وبوكير وغيرهم فهؤلاء على سبيل المثال لا الحصر . ولكن كيف وضع المحترفين في الفترة الثانية؟.
الاعتماد على المدربين
تركت (بعض) ادارات الأندية الخيط والمخيط للمدرب وهو صاحب القرار الأول والأخير في عملية اختيار اللاعب الأجنبي فالاعتماد على المدرب فيه سلب وايجاب وإن كان السلب أكثر من الإيجاب فالمدرب يتعاقد مع لاعبين تربطهم علاقة شخصية او مادية او اجتماعية فبعد مباراة او مبارايتين ينكشف مستوى اللاعب وتضطر ادارة النادي الى الغاء عقده واللاعب تقاسم آلاف الدولارات مع المدرب والضحية النادي والكرة السعودية بكل تأكيد وعندما نقول الكرة السعودية فهو اتى على حساب أحد المراكز التي يوجد بها أحد اللاعبين الشباب والأمثلة على ذلك موجودة وجود البرازيلي لاندومار في نادي الاتحاد الذي أحضره المدرب أوسكار الموسم الماضي وغيره من اللاعبين.
التعاقد مع اللاعب قبل انتهاء المدة بساعات من الأخطاء التي ساهمت في انخفاض مستوى اللاعب الأجنبي هو نوم الإدارات بالعسل ولا تصحو من نومها الا عندما يقرع جرس لجنة الاحتراف ببقاء ساعة واحدة على إغلاق التعاقد مع الأجانب سواء للفترة الاولى أو الثانية فالأندية ومن خلال سماعة الهاتف تبحث عن لاعبين في البرازيل وأفريقيا وأوربا وهذا ما جعل مكاتب التعاقد منع اللاعبين تلتهم فريستها بكل ارتياح ودون عناء وفي النهاية تجدهم يغادرون على أول طائرة متجهة لبلادهم ومثل ساسيدو في الهلال وسليمان كيتا في النصر ومحمد تشام في الأهلي.
قلة المادة هل هي سبب رئيسي
عندما تتعاقد ادارة أي ناد مع لاعب أجنبي ويتم استقباله بالمطار بحضور عدد من أعضاء مجلس الإدارة ويشارك في المباريات ويكون مستواه السيء مفاجأة للجماهير تخرج الإدارة بحجة عدم وجود مال للتعاقد مع لاعب أفضل منه ويغادر النادي بسيارة ليموزين التي تكون بانتظاره عند بوابة الملعب وهنا نحمل الجماهير لانها تطلب دون ان تدفع ولكن هل من المعقول ان النادي الأهلي لا يملك مادة من أجل التعاقد مع لاعبين أجانب كما حدث في الموسم الماضي حيث تعاقد مع المصري رضا سيكا وأعلنت بأنها لن تتعاقد مع لاعبين آخرين فأين الجماهير وأين أعضاء الشرف عن دعم مسيرة ناديهم.
الصبر ممنوع في الأندية
الحياة في أي دولة تختلف عن تلك الدولة فهذه الدولة لها عادات وتقاليد ونمط معين في الحياة والتعامل مع الآخرين وعندما يأتي الى المملكة لاعب أجنبي من أي قارة كانت خصوصا عندما يكون صغيرا في السن أو يحترف لأول مرة خارج بلاده فمع او ل تمرين او تمرينين يتم الحكم على مستواه وأنه لا يصلح وأنه لاعب فاشل فأحيانا يكون سفره طويل جدا عبر الجو حوالي عشر ساعات وجسمه لم يأخذ الراحة الكافية وتجد اللاعب لا يعرف أسماء اللاعبين ولا مستوياتهم ولابد من الصبر عليه لمدة طويلة فكم لاعبا غادر بسرعة البرق وآخرهم لوبيسكو الروماني الذي أنهى عقده مع الهلال ولكن لو نظرنا الى سيرجيو عندما صبرت عليه الأندية كيف أبدع وأصبح مهاجما يخشاه المدافعون
انتقال المحترفين بين الأندية هل نجح أو فشل؟
حاجة الفريق والمركز الذي يحتاج الفريق فيه إلى لاعب أجنبي هو أول خطوات نجاح اللاعب وفي الأندية المحلية نلاحظ انتقال أكثر من لاعب أجنبي ومن اللاعبين سيرجيو البرازيلي نجح مع الهلال بعد انتقاله من الأهلي ونجح مع الاتحاد بعد انتقاله من الهلال وكذلك أحمد بهجا نجح مع الاتحاد ولعب قبل ذلك للهلال ولكن النجاح لم يكن حليفه مع النصر بعد انتقاله من الاتحاد وكذلك ممادوصو الذي انتقل من الطائي للنصر والسبب في عدم نجاح بهجا ودوصو ان نادي النصر لم يكن يحتاج لهم فبمجرد إحضارهم كان هناك تنافس من أجل كسب رضا الجمهور فقط
ضغط المباريات لعب دورا في فشل الاجانب
لاشك ان اللاعب في الفترة الأولى كان أكثر فائدة وهناك من يقول بأن مستوى اللاعب المحلي كان أقل ولكن هذا غير صحيح لأن اللاعب الأجنبي في الفترة الأولى يلعب في أسبوع مباراة واحدة بعكس اللاعب الآن الذي يلعب ثلاث مباريات في الأسبوع وسط تداخل المسابقات الثلاث وكذلك المشاركات الخارجية فهنا نضع اللوم على اللجنة الفنية لانها تضغط المباريات بشكل جعل الجميع يتعجب من هذه الطريقة وهناك حل هو تقليص عدد الأندية في الممتاز الى عشرة وإقامة المباريات بشكل أسبوعي فكم لاعبا لم يظهر مستواه مثل دونادوني مع الاتحاد وكذلك صلاح الدين بصير مع الهلال وسمير كمونة مع الاتفاق فهؤلاء تعودوا على إقامة المباريات نهاية الأسبوع ويأخذون فرصة للاستراحة.
الرائد والطائي ناجحان والبقية راسبون
أشرنا في السطور السابقة الى الأسباب التي جعلت المحترف الأجنبي فاشلا مع مرتبة الشرف بالدوري السعودي ولكن هناك اندية نجحت في التعاقد مع لاعبين أجانب والنجاح لابد ان يسبقه تعب وجهد كبير جدا وهناك اتفاق بين الرياضيين على مختلف ميولهم على نجاح الرائد والطائي في استقطاب اللاعبين الأجانب ففي الرائد علي مال ومودي نجاي لهم عدة مواسم وقبلهم أيمن يونس وياسر عزت وعفت نصار والبرازيلي جوما والطائي يحيى جاكو وماما دوصو وسلفستر البرازيلي وحمادي فنجاح الرائد والطائي له أسباب ومنها الاعتماد على أشخاص من مجلس الإدارة في عملية التعاقد حيث يذهبون الى افريقيا لمشاهدة اللاعب على الطبيعة وهو يخوض المباريات والتمارين وكذلك لا ننسى التعامل الجماهيري مع هؤلاء المحترفين حيث يتم استقبالهم في المطار والشد على ايديهم بعد التمارين فهم أي الإدارة سلموا من خداع السماسرة وتوفير الأموال لنادي الطائي والرائد. وهناك نجاح نجماوي مع لاعب فقط هو اسحاق كواكي الذي له أكثر من تسعة مواسم مع النجمة وصاحب مستوى رائع جدا.
هل بات الغاء اللاعب الأجنبي ضروريا
الواقع يقول أن الأندية لم تستفد من اللاعبين الأجانب بالشكل المطلوب فاللاعب هو المستفيد وكذلك مكاتب السماسرة فالجماهير التي ابتعدت عن الملاعب هل ساهم في ابتعادها اللاعب الأجنبي وبرحيله ستعود لانها لم تحتمل رؤية أشباح لاعبين فالحل يجب أن يتم الغاء اللاعب الأجنبي وصرف الملايين على الناشئين والشباب وإقامة معسكرات من أجل صقل موهبتهم.