مشاكلنا نحن الصحفيين تكمن في ان بعضنا يعتقد انه ذو امتياز خاص ووضع خاص وان ما لا يجوز لغيره يجوز له.. وانه ليس ككل الناس, فهو ان خالف أنظمة المرور ينبغي ألا يعاقبه المرور.. واذا ذهب الى الجوازات او البنك والأحوال المدنية او الى المطار فلا ينبغي ان يقف في (الكيو) ليأخذ دوره كغيره من المراجعين او المسافرين أي بمعنى انه يرى انه فوق خلق الله.
وان له وضعا متفردا يمنحه حقوقا لا تمنح لغيره.. وهذه المعضلة غالبا ما تتفشى.. وتتفاقم لدى بعض الصحفيين والكتاب المبتدئين فهولاء تكبر رؤوسهم ويتضخم لديهم ما نسميه جنون العظمة وهي حالة تتملك هؤلاء الصغار بعد نشرهم أول انتاج لهم. في الصحف وكلما ازداد تشجيعهم على النشر ازدادت حالتهم سوءا وغرورا والبعض منهم يرى انه مشهور جدا وهو يستغرب عندما لا يعرفه موظف الجوازات او المرور او الخطوط فكيف يجهلونه وصورته نشرت هذا الأسبوع مرتين!!
وكأن هؤلاء العاملين الكادحين المثابرين على أداء واجبهم ليس لهم من عمل سوى متابعة صورته في الصحف وهو لا يدرك ان آخر اهتمامات الناس هي قراءة الصحف.. وان لديهم ما يشغلهم عن متابعة سحنته الفاضلة.. وآخر ألف كتابا سمجا وتافها وملأ صفحاته بالصور. وهو يستنكر لماذا لم تشتر منه وزارة الثقافة والإعلام مائة ألف نسخة؟ وهو يصرخ في الطرقات وفي المجالس وفي الأندية الأدبية محتجا, لانهم لا يشجعون الأدباء وهو ليس له في العير ولا في النفير.. وأخرى من الكاتبات المبتدئات ترى ان قدر المشاهير امثالها هو الهجوم عليهن ونقدهن وان سبب كل ذلك الغيرة والحسد متناسية ان السرقات الأدبية والسطو المتعمد على انتاج الأدباء لا يمكن ان يسميه احد اقتباسا.. وان هذا النهج هو النفق المظلم الذي دخلته باختيارها.. وعليها ان تتحمل تبعاته وان الرأفة بها وعدم فضح اسمها لا يعني اطلاقا.. اننا نقر ذلك المبدأ الذي تسميه اقتباسا.. انه سرقة في وضح النهار ولا أزيد!!