عزيزي رئيس التحرير
حسب قاموس لهجتنا الخليجية فان لقب (النخلاوي) يطلق على البستاني او الفلاح الذي من ضمن واجباته حرث وزراعة الارض وتربية الماشية وهذا يتطلب عملا شاقا منذ الصباح الباكر حتى ساعة متأخرة من النهار.
هذه المقدمة البسيطة توطئة للدخول في صلب الموضوع فبما ان اصولي الوراثية حسب تحليل الـ(د ان ايه) هي اصول فلاحية فقد اخترت ان اقرأ مذكرات ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل البالغ من العمر خمسة وسبعين سنة. ذلك ان شارون هو ابن مزارع وقد درس هو ووالده في كلية الزراعة ويقول في مذكراته انه حرث الارض وهو صغير وسقى الحصان وقدم علفا للحيوانات بل انه قال انه كان يركب الحمار وقد سقط ذات مرة عن ظهره وبعد اقالته من منصبه كوزير للدفاع عاد لمزرعته وجرارته بل واسهم في تزاوج خروف محلي مع آخر مستورد.
تقول المذكرات الشارونية ان جد شارون لوالده كان صديقا لوالد مناحيم بيجن بل واشرفت جدة شارون على ولادة مناحيم بيجن.. والدة شارون درست الطب وقد لقنه والده منذ صغره حب العمل وحب بني قومه حيث نصحه قائلا: انت حر في انتقاء الحياة التي ترغب فيها ولكن عليك ان تعدني بشي: اياك ثم اياك ان تسلم يهودا لأممين اريد ان تقسم لي على ذلك.
تقلد شارون وظائف مختلفة منها قائد للواء المظليين ومدير لمعهد المشاة وعضو في الكنيست ووزير للدفاع وكما اسلفنا فانه يحمل شهادة بكالوريوس في الزراعة وتقول المذكرات ان النخلاوي شارون دافع عن العرب خلال محاضرة القاها الماريشال مونتغمري حين قال المارشال ان العرب كانوا محاربين لمدة عشر دقائق فقط فانبرى له شارون مفندا له ذلك من خلال خبرته الميدانية مع العرب!! تتناول المذكرات مهام جنرالات الجيش الاضافية والتي تشمل الاهتمام بالبنية الاساسية للمناطق المسؤول عنها مثل الزراعة وتطوير موارد المياه وانشاء المدارس.
قالت المذكرات بمزيد من الأنفة والفخر ان تجربة اسرائيل في الزراعة نقلت الى دول كثيرة منها صحراء بيرور واراضي النيبال وجنوب ايطاليا وافريقيا حيث ارسل اكثر من خمسة الاف خبير لما وراء البحار لتعليم التقنية الزراعية الحديثة للدول المعنية ومن اجل ذلك انشئت شركة حكومية اسمها.. اغريديف لانشاء المشاريع الزراعية والري.
تورد المذكرات تضحيات الجنود الاسرائيليين لانقاذ جرحاهم وأسراهم حيث ان هذه قناعة مبنية داخل فكر الجندي بأنه سوف لن يترك وحيدا.. خلال التحقيقات في مذبحة صبرا وشاتيلا هدد شارون بتقديم استقالته اذا اتهم اي عنصر من عناصر الجيش بأي تهمة في تلك المجزرة.
بعد فراغي من قراءة المذكرات تمنيت لو ان فضائياتنا تقدم افلاما او مسلسلات عن القادة الاسرائيليين بحيادية كي تستيقظ عقولنا التي نومتها العاطفة وسلبتها حرية التبسم والتكشير.. هذا ما رأيته من رأي بعد قراءة مذكرات النخلاوي شارون استجابة لعولمة التطبيع والقراءة. و.. على ان يكون وقت بث هذه المسلسلات في أوقات الذروة!!
عبدالله ابراهيم المقهوي
الاحساء