عزيزي رئيس التحرير المحترم
كثيرا ما نسمع من وسائل الاعلام ومن كثير من الكتاب كلمة (اصلاحيين) او التيار الاصلاحي, وتربط هذه الكلمة او هذا المصطلح بالداعين للتحرر او ما يطلق عليهم بالليبراليين وطبعا على الطريقة الغربية, واقرب مثال على ذلك ما رافق الانتخابات البرلمانية في الكويت, حينما اطلق هذا المصطلح على بعض المرشحين الليبراليين والذين لم يوفق اغلبهم في الحصول على مقعد في البرلمان. ان اطلاق مثل هذا المصطلح على هذا التجمع السياسي للتمييز بينه وبين التجمعات الاخرى فيه الكثير من الاجحاف ان لم نقل التجني على الحقيقة, لان من يصف هذا التجمع بالاصلاح ودعاة الحرية فإنه يضع التيارات الاخرى في خانة التخلف والتحجر الفكري, لان الاصلاح هو تصحيح او تعديل المعوج من الاشياء مادية او معنوية وليس من الانصاف ان يعطى اي شخص هذه الصفة بصورة عشوائية وخصوصا ان كان مراقبا او ناقلا للحدث, فلا يمكن ان يكون المراقب حكما في تحديد من هو المصلح ومن هو المخرب او الرافض للاصلاح, لانه بذلك يعطي ميزة ايجابية لجهة وينزعها من اخرى, والكل يعرف ان الاصلاح والتطور هو حال تميل إليه طبيعة البشر وصفة حميدة للانسان السوي, وعليه لا يمكن ان تطلق مثل هذه الكلمات او المصطلحات جزافا او سبقا اعلاميا, وكان الاجدر بمن لا يجد بدا من ان يستخدم مثل هذه الكلمات على هكذا مجموعات ان يبين اتجاه ونوع الاصلاح الذي تدعو اليه مثل هذه التيارات حينما تكون في تنافس مع تيارات اخرى ليكون المراقب او الكاتب منصفا وحياديا, ولا يسوق لافكار تلبس لباس الاصلاح ومن تحتها كل معاول الهدم والانحلال والتخلف.
عبدالله ابراهيم الزهير
الظهران