لقد كانت وفاة ولدي الأخ عادل الذكر الله التوأم، من امتحانات الرحمن التي تنزع القلب.. وتهز النفس، وتبكي العيون حتى تحترق بالدمع.. ولكنها منة الله يسترجعها متى شاء، وسر المؤمن في هذه القدرة التي يبثها لتضميد جروح الحزن العميقة، وجرح الذكر الله عميق ، ومتى غاض هذ الحزن حتى يأكل العظم الحي إلا ان المعجزة الإيمانية لا يحد من قدرتها التضميدية شيء أبدا. وفي المنظور الإيماني البحت نظن ان الذكر الله ووالدة التوأم من السعداء في يوم الحق مهما تعاظم ألم الأرض، وحجم التعويض الرباني ليس بحجم المصاب وهو هائل بمقاييس الكائن الفاني، ولكنه يزيد اضعافا واضعافا. ونقول انهما سعيدان بإذن واهب الرحمة ومنشي الجنان الفراديس لان روحين زكيتين في زاوية من السماء تدعوان لهما، وترفرفان حول روحيهما وتحبانهما حبا كونيا أزليا. انه الصبر العظيم للابوين، ولا نطلب منهما المجالدة المرهقة، فهي الدموع لن تقبضها جفون العيون وستسيل كثيرا، ولعلها تسيل طاهرة نقية لتغسل مع الزمن وبدعم الساند الإيماني، والتسليم لما أرادته المشيئة العليا كدر الأحزان، ووجع الفراق، وإلحاف الشوق والحب.
