جاءت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ابن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ على تحويل فروع جامعات في عدة مناطق إلى جامعات مستقلة لخدمة أبناء تلك المناطق، وكذلك الدراسات حول إنشاء جامعات في عدة مناطق أخرى في المملكة.. جاءت هذه الموافقة والطلاب والمجتمع في أمس الحاجة إلى جامعات جديدة تضاف إلى الجامعات الموجودة، لكي تستوعب المزيد من الطلاب الذين أدى عدم قبول بعضهم في الجامعات إلى أن يقع فريسة للبطالة ومشاكلها الأسرية والاجتماعية والأمنية.
وهذه الموافقة تمثل مبادرة مهمة في تقاليد العطاء في هذا الوطن المبارك. وقد جاءت لتلبي الحاجة الكبيرة للجامعات نظراً لتزايد عدد السكان في البلاد، ونظراً لأن كثيراً من الطلاب يضطرون إلى مغادرة المملكة لمواصلة الدراسة في الخارج مع ما يترتب على ذلك من مخاطر ومشاكل يتكبدها الطالب في بلاد الغربة إضافة إلى مشاق يتكبدها الأهل في الإنفاق ورعاية ابنهم في الخارج وسكنه بعيداً عنهم. وإن لم يغادر بعض الطلاب المملكة فهم، عادة، يمارسون الهجرة الداخلية حيث يلتحقون في جامعات تبعد مسافات طويلة عن مدنهم وسكنى أسرهم، مما يضيف إرهاقاً لميزانية الأسرة، وبعد الابن عن رعاية الأسرة المباشرة.
وأصبح إنشاء جامعات جديدة، فوق كونه ضرورة ملحة، فهو الآن أكثر يسراً نظراً للعدد الكبير من الكفاءات العلمية السعودية المؤهلة التي يمكنها إدارة الجامعات وتعليم طلابها بكفاءة عالية، دون اللجوء إلى الاستقدام سوى في نطاق ضيق جداً.
إن إنشاء مزيد من الجامعات في المملكة هو خطوة منتظرة وفي الطريق الصحيح، بل إن إنشاء جامعات إضافية من الآمال الكبرى التي كان يود المواطنون تحقيقها في أسرع وقت خاصة في السنوات الأخيرة، حيث تخرج مدارسنا مئات الآلاف من الطلاب والطالبات. وكان لابد من تلبية الحلم، وتحقيق الأمل بهذه المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين، رعاه الله ورعى سمو ولي عهده الأمين وعمهما وشعب المملكة بالأمن والسلام والازدهار.