DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د . عبدالله الطويرقي

د . عبدالله الطويرقي

د . عبدالله الطويرقي
أخبار متعلقة
 
ليس أشجع في نظري من الشابتين الايرانيتين اللتين قضتا في عملية فصل رأسيهما الملتصقين إلا الفريق الطبي السنغافوري الذي أجرى لهما العملية.. صحيح ان ارادة الله سبقت الجميع بعد أكثر من 50 ساعة لعمل جراحي من النوع الخطر جدا وقضى التوأم لاله ولادان فيه، ولكن من المؤكد ان انجازا جديدا لحقل الطب سجله الجراح السنغافوري وفريقه بصرف النظر عن المسألة الأخلاقية المطروحة في الاعلام الغربي على خلفية رفض فريق طبي ألماني إجراء الجراحة لخطورتها في وقت سابق.. ولا غرابة على الاطلاق في ان تصعد المؤسسة الطبية الغربية من انتقاداتها لبلد يقع خارج دوائر الغرب المتقدم في الصناعة الطبية عبر أقنية الاعلام في امريكا وبريطانيا بعد أن فرض موضوع التوأم الايراني نفسه كحالة انسانية تمثل تحدياعريضا لتكنولوجيا ومعرفة الحقل الطبي والبشرية تدخل الالفية الثالثة.. فالمؤسسة الطبية الغربية بكل ارثها العلمي الشامخ يبدو انها لا تحتمل دولة نامية مثل سنغافورة على خارطة المنجز الطبي الغربي بأذرعه الاقتصادية الضخمة من برلين وجنيف وحتى لندن وباريس ونهاية بالعم سام عبر المحيط.. الطب على أية حال، مجال تقانة وتجهيزات وبنية خبرات بشرية وممكن لأي قطر في عالم اليوم منافسة الغرب في الصناعة بل وتسجيل اختراقات مهنية غير مسبوقة.. فالطب ظل على الدوام مجالا لمغامرات العقل البشري والذي حقق الكثير في القرن العشرين في مجالات الجراحة واللقاحات والعقاقير التي خدمت الوجود الانساني ووضعت حدا للآلام والعذابات وغيبت العديد من الأمراض الفتاكة التي حصدت الملايين من البشر حتى وقت قريب من القرن الفارط.. ولو سألنا هنا عن ردة فعل الغرب المتقدم فيما لو نجحت عملية التوأم الايراني، وهل سيثار الجانب الأخلاقي والتقزيم للبنيةالمهنية والتأسيسية الطبية للسنغافوريين؟! أعتقد ان المسألة برمتها لا تخرج عن حسابات خاصة تدافع بها المؤسسة الطبية الغربية عن مصالح وجودها لا اقل ولا أكثر.. الضحية هذه المرة الأخلاق المهنية التي استخدمت كسلاح في وجه جهد علمي لربما خدم في مجال جراحة المخ والذي ظل عصيا وغير قابل للاختراق الطبي حتى اليوم.