زار الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم أمس السبت نيجيريا الدولة الافريقية الغنية بالنفط والمحطة الاخيرة في جولته الافريقية لاجراء محادثات حول أمن الطاقة والازمة في ليبيريا.
وركزت المحادثات التي أجراها بوش مع نظيره النيجيري اولسيغون اوباسنجو على اثنتين من اكثر المسائل أهمية بالنسبة لواشنطن.
وتلعب نيجيريا دورا أساسيا في التحركات الهادفة لإحلال السلام في ليبيريا بعد اربع سنوات من الحرب الأهلية الدامية بين حكومة الرئيس تشارلز تايلور وحركة تمرد التي وصلت حاليا الى مشارف العاصمة الليبيرية منروفيا. من جانبه تعهد اوباسنجو بالمساهمة بقوات للمشاركة في قوة حفظ السلام الغرب افريقية وعرض اللجوء السياسي على الرئيس الليبيري اذا قبل مطلب بوش بالتنحي عن منصبه.
من ناحية اخرى تتعرض واشنطن الى ضغط دولي للعب دور رئيسي في قوة حفظ السلام والمساعدة على احلال السلام في ليبيريا التي أسسها العبيد الافارقة الأمريكيون المحررون في القرن التاسع عشر.
وكان اوباسنجو قد أكد يوم الخميس الماضي ان غانا ومالي ونيجيريا ستساهم مبدئيا بقوات في قوة حفظ السلام الغرب افريقية. كما طلبت كتلة الدول الغرب افريقية (اكواس) من المغرب وجنوب افريقيا والولايات المتحدة المشاركة في تلك القوات. إلى ذلك أكد وزير الخارجية الأمريكي كولن باول الذي رافق بوش في جولته ان اية مساهمة لبلاده ستكون محدودة جدا في مدتها وحجمها. وستهدف فقط الى المساعدة في تشكيل القوات الغرب افريقية.
أما المسألة الثانية التي تهم واشنطن في نيجيريا فهي مخزونات النفط الهائلة التي تمتلكها البلاد والتي وصفها أحد مديري النفط هذا الاسبوع بأنها الهدف الاستراتيجي للولايات المتحدة.
وتستورد الولايات المتحدة حاليا 5.1 مليون برميل من النفط النيجيري الخام يوميا أي ما يعادل ثلاثة ارباع حصة نيجيريا من الصادرات التي خصصتها لها منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، وتتوقع واشنطن ان تحصل على كمية أكبر من الطاقة من افريقيا في السنوات القادمة.
وكان بوش قد اطلع بنفسه أمس الأول الجمعة على الانعكاسات الجسيمة التي تسبب بها مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) وذلك خلال زيارته الى أوغندا التي استمرت اربع ساعات امس واجرى خلالها محادثات مع الرئيس يوري موسيفيني. وزار بوش منظمة لدعم مرضى الايدز حيث ركز على خطة قيمتها مليارات الدولارات لمكافحة المرض بعد ساعات قليلة من قرار مجلس النواب الأمريكي بخفض قيمة تلك الخطة.وقال بوش في مركز مساندة المرضى المخصص لعلاج المصابين بالمرض ان السماع بالضرر الذي يخلفه الايدز يختلف عن رؤيته شخصيا.
والتقى بوش خلال زيارته المركز بامرأة مصابة بفيروس "اتش اي في" وتم اطلاعه على الادوية المضادة للفيروس وأهمية المياه النظيفة والصحة الجيدة في مساعدة المصابين للعيش لفترة أطول.
وقد حققت اوغندا انجازا كبيرا في مكافحتها للايدز مما أدى الى خفض معدلات الاصابة بالفيروس المسبب له من 30 في المائة عام 1990 الى خمسة في المائة في الوقت الحالي. وقال بوش ان الجهود الحالية لمكافحة المرض لا توازي الاحتياجات لمكافحته وهو الامر الذي تفهمه امريكا.لكن وقبل تصريحات الرئيس بوش بساعات صوت مجلس النواب الأمريكي على تخفيض قيمة خطة الرئيس لمكافحة الايدز وقيمتها 15 مليار دولار. وقالت لجنة رئيسية في المجلس انها ستقدم ملياري دولار فقط في السنة الاولى من الخطة بدلا من ثلاثة مليارات.