ليس من قبيل المبالغة القول ان هناك من المسئولين القائمين على ادارة الجهات الحكومية من يتهربون من الصحافة والصحفيين ويسدون في وجوههم الابواب وكأن الصحفي مصاب بعدوى؟ متجاهلين أن هدفه الحصول على اجابة ومعلومه صحيحة ومفيدة للقارئ الباحث عن الحقيقة لنشرها عبر جريدته. وعلى سبيل المثال وليس الحصر من تجارب شخصية سابقة وطوال فترة عملي الصحفي التي تمتد لاكثر من عشرين عاما في بلاط صاحبة الجلالة "الصحافة" استطيع ان اؤكد لكم الامثلة التالية:
@ مسئول ابدع في تلقين السكرتير او مدير المكتب الخاص به اكثر فنون التصريف والمراوغة تطورا.. تتصل به هاتفيا في مكتبه وتطلب التحدث اليه شخصيا وان كنت مواطنا.. فيرد عليك ذلك السكرتير عفوا.. مدير مكتبه قائلا: "المدير في اجتماع هام".. تتصل به بعد ساعة فيكون جواب السكرتير.. المدير دخل اجتماعا هاما قبل قليل اتصل بعد ساعة تعاود الاتصال به بعد ساعة فيكون جواب السكرير اسف فلان دخل الاجتماع قبل دقائق؟! وهكذا تداوم على الاتصال حتى نهاية الدوام وصاحبنا المسئول لا يزال في حالة انعقاد الاجتماع الهام والسكرتير على استعداد للحلف بأغلظ الايمان بان مديره "المبجل" دخل الاجتماع قبل قليل..
@ ومسئول ثان تتفق معه عبر مكالمة هاتفية على موعد محدد باليوم والساعة والدقيقة وفي اللحظة الموعودة تتوجه الى مكتبه فيجيبك سكرتير مكتبه اسف فلان في اجازة لمدة اسبوعين..
@ مسئول ثالث تجري معه مفاوضات شاقة للرد على بعض الاسئلة والاستفسارات يطلب منك ارسال الاسئلة على مكتبه او على مدير ادارة علاقاته العامة يدرسها ويتمحصها خلال يومين او ثلاثة ايام بعد ذلك يرد عليك بأعصاب اكثر برودة من ثلوج سيبيريا قائلا اسف يا اخي لا استطيع الاجابة عن هذه الاسئلة..
الامثلة السابقة ليست من وحي الخيال بل هي من واقع تجارب شخصية خرجت منها بنتيجة وحيدة تتلخص في ان بعض المسئولين القائمين على بعض القطاعات الحكومية لا يثقون بأنفسهم والمسئول الذي لا يثق بنفسه وقدراته ويشعر في قراره نفسه بانه غير كفء للجلوس على كرسي المسئولية هو من يتعامل مع اصحاب الاقلام بمبدأ ابعد عن الشر وغني له..
وسامحونا..