والثابت ان خالد بن يزيد بن معاوية قد خصص جل وقته الثمين لتطوير علم الكيمياء وابعاده عن الخرافات والخزعبلات، فهو اول من عمل في هذا الميدان الحيوي من علماء العرب والمسلمين، واستطاع وبجدارة بمساعدة فريق من علماء العرب والمسلمين ان يضعوا اللبنات الاولية لهذا العلم الحيوي الذي غزا جميع فروع المعرفة في هذه الايام. وقد امتدح فاضل احمد الطائي في كتابه اعلام العرب في الكيمياء خالد بن يزيد بن معاوية كنابغة في الكيمياء والادب العربي، واستدل بكثير من اشعاره، وهذا نموذج منقول عن ديوانه:
وعبارة بالله التوفيق
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
ابتداء ديوان خالد على قافية ابجد
قافية الالف
==1==
يا طالبا بوريطس الحكماء==0==
==0==يا منطقا حقا بغير خفاء
هو زئبق الشرق الذي هفوا به==0==
==0==في كتبهم من جملة الاشياء،
سموه زاهر في خفاء رموزهم==0==
==0==والجن شغلا اغمض الأسماء
ودعوه بأن النار كيما يصدقوا==0==
==0==عن صبغة بخلا عن البعداء
فإذا اردت مثاله فأعد إلى==0==
==0==جسم النحاس وناره الصفراء
فامزجها مزج امرىء ذي حكمه==0==
==0==واحكم مزاجه الهوا بالماء
واسحق مركبك الذي ازوجته==0==
==0==حتى تراه كزبدة بيضاء
سحقا يفتته وينهك جسمه==0==
==0==من بدء من صبح الى الأمساء
واجمعه وادفنه ودعه بمرقد==0==
==0==حتى الصباح وغطه بغطاء
هذا خيار زوابق المعنييا==0==
==0==في جسمها بالغمر للأشياء
هذا المهاد لصنعه معروفة==0==
==0==هذي لعمرك بغية الحكماء
هذا الذي اعمى على كل الورى==0==
==0==هو من الحاد بالأعماء
فاسكنه مبتهجا به في قرعة==0==
==0==شدت بشد محكم الأجزاء
وانصبه في القميم نصبه حاذق==0==
==0==في محضن سجن له بوفاء
علقه فيه فهو عند كلما==0==
==0==ترجو صيانته من الأهذاء
واجعل فديتك ناره موزونة==0==
==0==في جوها التلهب الأحشاء==2==
أماعبدالله بن عبدالله حجازي فيقول في كتابه لمحات في تاريخ العلوم الكونية عند المسلمين، واذا لم يحقق خالد بن يزيد شيئا في مجال علم الكيمياء، فانه وضع اللبنة الاولى على طريق البحث وعمل التجربة ومما يروي من شعره في الكيمياء، وما ينبغي على الباحث ان يبذله من جهد في فك رموزها وتحصيل ثمراتها قول:
==1==
إذا كنت في حل الرموز مدانيا==0==
==0==أخانا فقد نلت الذي كنت راجيا
وإلا فلا ترتع بها فهي جنة==0==
==0==قد امتلأت للرائدين افاعيا
هي الصنعة المضروب من دون نيلها==0==
==0==من الرمز اسوار تشيب النواصيا
ولكنها ادنى إذا كان عالما==0==
==0==الى المرء من حبل الوريد تدانيا
أعد نظرا فالظن كالعين لاترى==0==
==0==على البعد اجرام الجسوم كما هيا
أبا لظن والتخمين يدرك سرنا==0==
==0==وقد بلغت فيه النفوس التراقيا==2==
بقلم ـ الاستاذ الدكتور علي عبدالله الدفاع