من المفرح حقا ان نتابع تلك السعوديات الفاضلات اللاتي تسلقن سلم المجد الى ان وصلن الى أعلى درجاته، فالمرء يشعر بالفخر والاعتزاز كلما لمعت نجمة أو سطع كوكب في سماء بلادنا، ومن المحزن حقا ألا نشيد بنجومنا وبكواكبنا في وسائلنا الاعلامية حق اشادة، فأول مديرة تحرير في العالم العربية سعودية، هي السيدة خيرية السقاف، وربما هناك من يرى انها لم تنل ما تستحق من اشادة وتكريم سواء على المستوى الاجتماعي أو المستوى الرسمي، وكذلك أول طبيبة في العالم تستخدم (الروبوت) في الجراحة، هي الدكتورة آمال العبدالكريم الاستاذة المساعدة في كلية الطب في جامعة الملك سعود واستشارية الجراحة العامة، فهي اجرت عمليات جراحية بواسطة (الروبوت) لتكون أول طبيبة على مستوى العالم تستخدم تقنية الانسان الآلي في العمليات الجراحية، وايضا الدكتورة ثريا عبيد أول سعودية تتولى منصبا رفيعا في الامم المتحدة، وهي تشغل حاليا منصب نائبة الامين العام التنفيذي للجنة الامم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الاسكوا) وغيرهن الكثيرات، واتساءل هنا.. هل حقا قمنا بتكريمهن التكريم اللائق بهن كما تفعله الدول المتحضرة للبارزين والبارزات من ابنائها، ام اكتفينا بمقالة أو خطاب شكر؟!.. الا تستحق هؤلاء الفاضلات وساما من أوسمة الدولة الرفيعة؟ أليس تكريمهن دافعا لغيرهن من سيدات المجتمع اللاتي قبعن دهورا تحت رحمة كلمة (لا)، ودهورا أخرى تحت رحمة عبارات من العصور البائدة كأن يقول لها الرجل عبارات ما انزل الله بها من سلطان، مثل (هذا ليس من عمل النساء)؟!.
وأكتب هنا عنهن لان التعريف بنشاطهن يكاد يكون واجبا على كل من حمل القلم، كي نسهم في حث غيرهن من بناتنا ليحذو حذوهن، من أجل استمرار الرفعة والمجد لوطننا الغالي، ولكن هذا غير كاف، فالاعمال الجليلة التي قمن بها تستحق أكبر من مقالة، وأكثر من تكريم ربما لو سمينا شارعا باسم خيرية أو باسم آمال أو باسم ثريا لسددنا بعض الشيء، وبقي الكثير علينا تجاههن، واعتقد جازما ان المسئولين في هذه البلاد الطيبة لن يدخروا جهدا في الاشادة وفي تكريم من يستحق ذلك.. بل انهم دائما يكرمون من يستحق ذلك.
