بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون أمس الاحد اول زيارة رسمية له الى بريطانيا وسط تهديدات اسرائيلية جديدة باعتقال الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات وطرده ودعوة أوربا الى مقاطعته بزعم انه يعرقل العملية السلمية0
وسيطرح شارون هذا الموضوع خلال التقائه برئيس الوزراء البريطانى حيث يتوقع ان يواصل حملته لاقناع الاوروبيين بمقاطعة عرفات. وقبل ان يغادر شارون القدس بقليل تحدث وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم العائد من زيارة الى ايطاليا التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي، عن شهر عسل في العلاقات بين اسرائيل والاتحاد الاوروبي. وقال شالوم للاذاعة العامة الاسرائيلية ثمة تغيير ايجابي في جو العلاقات بين اوربا واسرائيل ويمكنني ان اقول انها تشهد شهر عسل. واضاف وزير الخارجية ان الاوروبيين يدركون انه لابد اذا ارادوا ان يلعبوا دورا ناشطا في المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية ان يعتمدوا مقاربة اكثر توازنا. ويتهم المسؤولون الاسرائيليون عادة الاوروبيين بانهممنحازون الى العرب وضد الاسرائيليين لتبرير رفضهم مشاركة الاوروبيين الى جانب الامريكيين في المحادثات مع الفلسطينيين. وبالنسبة للزيارات التي يقوم بها مسؤولون اوروبيون للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله في الضفة الغربية والذي تدعواسرائيل الى مقاطعته ميز شالوم بين اوربا العجوز التي لا تزال على اتصال بعرفات وبين اوربا الحديثة التي تشمل الدول العشر التي ستنضم الى الاتحاد الاوروبي وترفض اي اتصال مع عرفات. واعرب شالوم خصوصا عن ارتياحه لرفض الوزير التشيكي سيريل سفوبودا الذي بدأ أمس الاحد بزيارة الى اسرائيل لقاء ياسر عرفات.وكان المسؤولون الاسرائيليون حذروا انهم سيرفضون مقابلة الزوار الاجانب الذين يصرون على لقاء عرفات. واطلقت اسرائيل مجددا حملتها ضد الزعيم الفلسطيني داعية الاوروبيين الى مقاطعته ومهددة باتخاذ اجراءات اضافية ضده. وقال شارون في حديث مع صحيفة ديلي تلغراف البريطانية السبت انه من الخطأ الفادح مواصلة الاتصال بعرفات لانه يضعف حكومة ابو مازن (محمود عباس). من جهة اخرى حذر مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى طلب عدم ذكر اسمه من ان اسرائيل قد تتخذ اجراءات اضافية ضد عرفات المحاصر منذ اكثر من عام في مقره العام في رام الله اذا استمر في نسف مساعي السلام.
ورد احمد عبد الرحمن، احد مستشاري عرفات، منددا بهذه الحملة الاسرائيلية ضد خارطة الطريق الخطة الدولية لاحلال السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وفي هذه الأثناء أعلنت مصادر فلسطينية واسرائيلية ان محمود عباس (أبو مازن) رئيس الوزراء الفلسطينى اجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس وزراء بريطانيا تونى بلير طلب فيه ممارسة الضغط على شارون رئيس وزراء اسرائيل لتطبيق خارطة الطريق حيث ستكون محور المباحثات البريطانية الاسرائيلية.
ودعا شارون من جانبه فى تصريحات له اوربا الى اتخاذ موقف مناوىء لعرفات ومقاطعته على غرار موقف بيرلسكونى رئيس وزراء ايطاليا بحجة ان هذا الامر سيحسن وضع محمود عباس ويدعمه فى تطبيق خارطة الطريق0وسيكون الملف العراقى والعراق بعد الحرب والتعاون الاوروبى الاسرائيلى على جدول اعمال شارون- بلير0ومن المتوقع أن يتم طرح قضية الرفض البريطانى لفكرة بناء الجدار الفاصل الذى تعتبره أوربا والولايات المتحدة اقرارا للحدود السياسية بشكل أحادى الجانب من خلال ضم أراض فلسطينية0ويشار الى ان العلاقات الاسرائيلية البريطانية عرفت الكثير من التقلبات فى الاشهر الاخيرة وستجرى محاولة لتحسينها من خلال هذه الزيارة.