استعادت القطط والكلاب والجرذان صورا من الاسطورة بين سكان الريف الجزائري الذي نكبهم زلزال 21 مايو الماضي وتحولت هذه الحيوانات الى ابطال أنقذت الكثيرين فى امكنة لم تعرف بعد التكنولوجيا وحياة المدينة ولا اراء علماء الزلازل.
ففي ولاية بومرداس اكثر الولايات الجزائرية تضررا من الزلزال تقع بلدة بغلية المعزولة عن ضوضاء المدن والتي انتشرت فيها حكايات عن حيوانات حلت محل مراكز الرصد ونظريات التنبؤ بالزلازل.
ويروي سكان من هذه البلدة ان بعضهم شاهد الكلاب قلقة تنبح على نحو غير معهود قبل وقوع الزلزال بساعة ولم يكن ساعتها اي من الغرباء يمر قرب بيوت سكانها ولا الحيوانات المتوحشة.
وانضمت القطط بموائها الى نباح الكلاب مما اثار حيرة سكان قرية "شرابة" الهادئة التي تعودت على نمط حياة المزارعين
وتصادف ان وقع الزلزال في اليوم الأخير من ايام العمل وهو وقت عودة بعض سكان القرية من العاصمة الجزائر والمدن القريبة.
ويحكي هؤلاء انهم رأوا الجرذان تخرج في مجموعات من الغابات وتعبر الطرقات السريعة في مشهد ربما لن يتكرر.وازدادت دهشتهم حينما بلغوا قريتهم وسمعوا ان القطط والكلاب لم تتوقف عن المواء والنباح.
وفي اليوم التالي للزلزال تناثرت جثث القطط والجرذان على الطرق السريعة في المنطقة التي ضربها الزلزال نتيجة اصطدامها بالمركبات وهي في حالة من الهيجان اثناء محاولتها الهرب.
وفي الاسبوع الاول من كارثة الاربعاء الاسود تحولت هذه الحيوانات الى مؤشر وهبة من الله سبحانه وتعالي لسكان هذه الارياف التي لم تسمع ربما يوما باسم احد علماء الزلازل يتنبئون بقرب وقوع هزات ارتدادية لم تكن تقل قوة عن الهزة الاكبر
ولم تقتصر قدرة الكلاب فقط على التنبؤ بوقوع زلزال الا انه كان للكلاب المدربة دور فاق ربما قدرات الانسان وتقنيته المتقدمة في تحديد وجود احياء تحت الانقاض حتى بعد مرور ايام من الزلزال.
ففي عاصمة ولاية بومرداس قاد كلب مدرب لفرقة نمساوية رجال الانقاذ الى انتشال فتاة في الرابعة من العمر من تحت الواح الاسمنت لعمارة انهارت. ويتناقل الاهالي في مناطق نائية بولاية بومرداس ان عائلات بأكملها تدين بالنجاة من الموت بعد عناية الله الى قطط تطلق مواءها بمجرد اقتراب حصول هزات.
وكان لانتشار الحكايات الاسطورية عن هذه الحيوانات سحرية دفعت بعض سكان القرى الذين يفتقدون الى القطط والكلاب الى شراء بعضها من الاسواق او البحث عنها لدى الاقارب.
وقد انهارت الكثير من المنازل في الهزات الارتدادية القوية التي وقعت في الاسبوع الاول من الزلزال لكن سكانها نجوا اما لانهم هجروها او لانهم شعروا بتغير سلوك القطط والكلاب والبقر.
وفسر العلماء ان الموجات المغناطيسية التي تسببها الحركة الزلزالية قبل وصولها الى سطح الارض تؤثر على الجملة العصبية للحيوان وتخلق حالة من الهيجان لديه بشكل يغير فى سلوكه ويتبين ذلك بين تلك التي الفت الحياة مع الانسان.
وارتبط اسم القط في الثقافة الشعبية للناس بصورة خرافية تصفه بانه حيوان بسبع ارواح لايموت بسهولة.
وتعتبر الكلاب لدى الكثير من الجزائريين رمزا للوفاء وقد دأب سكان الريف على تربيتها الى حد انها تصبح واحدا من افراد العائلة تحرس البيوت من الغرباء والاعتداء كما يحرسه كبير العائلة.
اما الجرذان فهي في العقل الشعبي نذير شوم وقد يكون ظهورها مرادفا لسوء قد يصيب الناس في ذلك المكان او مرض معد كما حصل في قرية الكحايلية بمحافظة وهران في الغرب الجزائري حيث عاد وباء الطاعون الذي اختفى في القرون الوسطى ليصيب سكان من هذه البلدة.