جدتي الحبيبة.. كنت شمعة الحياة التي انطفأت في وجوهنا.
كانت خطواتك في طريق لخير على رمل ندى ليس لها صوت ولكن آثارها بينة، لا يمر على يوم الا واشتاق لدخول غرفتك واجلس بقربك وأرى وجهك السمح الذي يشع نورا، تروين لنا القصص التي تصاحبها أبيات من الشعر، لا أنساك عندما قلت انك تريدين ان تبصري فقط لتقرأي القرآن، عندما اقرأ القرآن عليك وتصححين لي الأخطاء رغم انك لا تبصرين عندما اقف عند آية بها ويل ووعيد تبكين بحرقة وعندما أقرأ لك آية بها بشرى للمسلمين بالجنان تبكين بحرقة.. أسأل الله لك ولنا الجنة.
قلت لك مرة عن معنى طوبى بأنه شجرة في الجنه يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها وقلت لي أنك تريدين ان تجلسي تحتها مع أمك طوبى لك ولنا أن شاء الله.
ما اصعب الحياة عندما تخطف منا الاحبة واحدا تلو الآخر.. فهذه سنة الله في خلقه. المرء يتعب ويشقى في دنياه ثم تأخذه المنايا.
قال تعالى:(قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهاده فينبئكم بما كنتم تعلمون).
قال إبن كثير في البداية: مر عمر بن عبدالعزيز على المقابر فقال يا موت ماذا فعلت بالأحبة؟أين الأحباب؟ اين الاصدقاء أين الاخوان؟ اين الجلاس؟ أين السمار؟.. ياموت ماذا فعلت بالأحبة؟ فلم يجاوبه أحد، فقال وهو يبكي، أتدرون ماذا يفعل الموت؟ قالوا:لا، قال: يقول: أكلت الحدقتين، وزرقت بالعينين، وفصلت الكفين عن الساعدين، والساعدين عن العمودين، والعمودين عن الكتفين.
جدتي في حديث عن رسولنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام:(من إبتليته بحبيبتيه - أي عينيه - عوضته منهما الجنة) ان شاء الله لك ذلك، قال تعالى:(إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).
انت ان شاء الله في حياة افضل من هذه الحياة لقيت منها الكثير وحان وقت راحتك، اطلب من المولى ان يجمعنا واياك في مستقر رحمته ويجمعنا في جنة عرضها السماوات والأرض.. آمين.
حفيدتك: الجوهرة سعد سليمان بالغنيم