منذ أيام كنت في زيارة لأحد أصدقائي للاطمئنان عليه بعد وعكة صحية شديدة الزمته المنزل عدة أشهر ولكنه الآن تماثل للشفاء ـ بإذن الله ـ وعادت اليه حيويته ونشاطه كما كان. ودارت التساؤلات عن نوعية ما به من ألم ومرض وبدأ يشرح لنا معاناته وعدد المستشفيات والاطباء الاستشاريين الذين تردد عليهم وكميات الأدوية التي تناولها وكلها لم تأت بفائدة. وبعد مرور اشهر قام بزيارة لطبيب عام وصفه له أحد الجيران وبإذن الله ورعايته تمكن هذا الطبيب من الوقوف على العلة وكان سببا بعد الله سبحانه وتعالى في معافاة صديقنا من مرضه وردد أحد الجالسين عبارة (الدواء في أخس الشجر) بعد ذلك تطرقت لموضوع هام منذ أكثر من عشر سنوات كان بالاحساء طبيب عام اسمه (فيصل خالد) وكانت له عيادة في بطن السوق وكانت في أعلى المبنى الذي يقيم فيه عيادته المكونة من ثلاث غرف وكتب على العيادة لوحة مكتوب عليها الدكتور (فيصل خالد) طبيب عام بينما يسكن بجواره عدد من الأطباء وكلهم استشاريون ولوحاتهم مكتوب عليها استشاري كذا وكذا. زميل كلية الجراحين في ادنبره عضو زمالة الأطباء في بريطانيا إلخ.. ولكن غير المألوف ان عدد المراجعين للطبيب العام بالمئات يوميا بينما عدد المراجعين للاستشاريين لا يتعدى عدد اصابع اليد. استفسرت عن الأمر وظننت ان الموضوع موضوع ان الاستشاريين يأخذون مبالغ أكثر ولكن هذا غير صحيح فقد سرى في الأوساط ان هذا الطبيب حينما يشخص المرض يعطي ابرة في الوريد وأخرى في العضل. وأحيانا لا يعطي أدوية ووحدة بوحدة يطلع المريض معافى ـ بإذن الله ـ وسرت هذه القصة في أوساط المجتمع ان هذا الطبيب عنده ابرة لكل الأمراض. طبعا الكثير لا يصدق ذلك. ومنهم أنا شخصيا فقد تكون حالة نفسية أكثر منها مرضية او بطريق الايحاء بأن علاج هذا المريض في هذه الإبرة. ولكن اصبت ذات مرة بأنفلونزا شديدة للغاية ذهبت على اثرها الى أكثر من طبيب ومستوصف وأخذت عدة مضادات حيوية وغيرها دون فائدة فالحرارة بدلا من ان تنزل, ترتفع وعانيت من هذه الانفلونزا مدة اسبوع. بعدها ذكر لي احد الزملاء هذا الطبيب الذي لم أكن مقتنعا به. ولكن الحاجة ملحة فذهبت وانا متعب للغاية. وبعد الانتظار في عيادته قرابة الساعتين من كثرة ازدحام المرضى تمكنت عن طريق الواسطة في الدخول إليه وحينما كشف علي قام على الفور باعطائي إبرة واحدة فقط في العضل واعطاني علبة صغيرة من الحبوب من داخل درجه أي عينة مجانية.
وغادرت العيادة ولكن والله هو الشافي في اليوم التالي ذهبت الحرارة وعادت لي حالتي الطبيعية وكأنني لم أمرض.
لذا فقد غيرت رأيي حول هذا الطبيب وبدأت أتساءل ما سر هذه الإبرة, ولماذا لا يستخدمها بقية الأطباء؟ ويبقى السؤال مطروحا ولكن الجواب (الدواء في أخس الشجر).