القاصي قبل الداني يشعر بضخامة اعداد الطالبات الجامعيات اللائي تخرجن في جامعة الملك فيصل ببعض تخصصاتها والتي تشمل خريجات الدراسات الاسلامية والاقتصاد المنزلي والخدمة الاجتماعية والاحياء ومن بعض اقسام كليات البنات التابعة لوزارة التربية والتعليم لسنوات متراصة ولم يجدن وظيفة ملائمة لهن في مدنهن وقراهن بحيث آثر بعضهن البقاء فيها بالرغم من الم مصطلح عاطلة عن العمل الذي يفوق عنفا وقسوة مصطلح عانسة او عابسة على أن يخضن غمار تجارب مزعجة في مواقع جغرافية نائية, فكيف الحال اذا اجتمعا ولا حول ولا قوة الا بالله.
وفي نفس الوقت هناك من ضحى بأسرته واستقراره على ان لا تفوتها الفرصة وهذا منحى ملائم اذا تغلبت على بعض المعوقات وصبرت نفسيا وبدنيا على غمارها.
وفي نفس السياق دعونا نستعرض مشكلة وظيفية تتصل بتكليف معلمات يحظين برواتب عالية بالمستوى الرابع والخامس في الفترة الصباحية ثم يخترن للقيام بالتدريس مساء لطالبات سواء كن محو أمية او تخلفن لسبب او لآخر عن اللحاق بركب الدراسة الصباحية.
ومحور تساؤلنا الذي يبدو عند البعض محيرا عند من نعتقد انهم يشاطروننا الرأي: لماذا تتم اضافة اعباء اخرى لمن هي على رأس العمل لمدة ثماني ساعات في الدوام الصباحي لكي تقوم مرة اخرى في الفترة المسائية بعمل مشابه الى حد كبير بكل المسوغات التعليمية؟
ولعل البعض هنا يطرح سرا وعلنا تساؤلات يقول بعضها:
@ أليس من الانصاف والعدل والمساواة والحق وبكل صنوف العبارات التي عرفها اللسان قديما وحديثا ان تتم قسمة الدنيا ومجالاتها وحظوظها على جميع المؤهلات بدلا من اغداق مجموعة واهمال اخرى؟
@ أليس منطقيا ان يتم تعيين الدماء الشابة الجديدة اللينة المعطاءة التي نهلت حديثا من التجارب التربوية والعلمية بدلا من معلمات خريجات معهد المعلمات والكليات المتوسطة الذي ندرك جميعا مستوى اساتذته العلمي والرقابي؟
@ أليس من الكياسة الأخذ بتجارب الأمم الحالية التي اعطت كل ابنائها فرصا متساوية الى حد كبير في اغلب الوظائف العامة والخاصة في البريد والتدريس برياض الاطفال والمرحلة الابتدائية والجامعات والبنوك أسوة بما يجري في بعض البلدان الأوربية كبريطانيا وفرنسا التي اسهبت في نظام التعيين وفق الساعات بدلا من توسع مجموعة حظيت وفق نظام الأسبقية الزمنية بالرهان ولبست الحلي والمرجان, مع بروز مشاكل نفسية وأسرية لعاطلات يائسات عن العمل المحدود الى حد غير محدود اكلهن الدهر والقهر والعسر الى حين طويل.
@ واخيرا وليس آخرا وهذا وعد منا لمزيد من الحوارات: ليس العيب في ان نكاشف عن أسقامنا, بل التجني ان لانكتشفها الا بعد استفحالها.