تمر الأيام والسنون على الإنسان بسرعة خاطفة و لاتخلو من السعادة أو المعاناة خاصة أيام مجده وعزه وعلاقته بالآخرين الذين يتهافتون عليه لصداقته ولإرضائه أو تقديم الخدمات له أو حتى كسب وده والتعاون معه في جميع المجالات.
ولكن عندما يتغير كل شيء ويفقد المرء صفاته بل عمله نجد كل الذين حوله قد خذلوه وتركوه يسبح في معاناته ومشاكله بل في بعض الأحيان التعمد في الضرر به وإيذائه ماعدا القليل من الأصدقاء الخلص الذين ينطبق عليهم المثل القائل رب أخ لك لم تلده أمك فتجدهم دائمي الإتصال والمتابعة للسؤال عن الصحة والأحوال والحياة والاستعداد لبذل الغالي والنفيس والمساعده كل حسب استطاعته.
تجد هذا المسكين يطرق كل الأبواب المغلقة التي كان يطرقها سابقا فتفتح أما الآن فتصبح العقبات والأعذار هي الرد الشافي والتهرب هو الحل الأمثل. وعندما تسود الدنيا في عينيه يجد من ينيرها له بكلماته وخبراته وحنكته فيبدأ الحديث عن نفسه بالتجارب المرة التي مرت عليه خلال السنوات الماضية ومرحلة ما قبل التقاعد العمري وليس المبكر مما يدل على انه ذو خبرة عملية إلى أن تخطى هذه المرحله بكل شجاعة واقتدار وشق حياته إلى الأمام مذللا كل الصعاب وكأنه يريد القول إنك لست وحدك بل هناك الكثير من أمثالك. وبدأ يحلل كل المعاناة التي كانت كالصخره على القلب لتصبح خفيفة كالقطن ويفتح الآمال والأبواب الموصودة ويصعد بك للأبراج العالية لتجد نفسك تطير من النشوة والفرحة التي غمرتك لتعرف بعدها أن طعم السعادة مازال موجودا وأن الصبر مفتاحك وأن هذه الظروف والمعاناة والمواقف الصعبة ماهي إلا ابتلاء واختبار من الله سبحانه وتعالى ولمعرفة الأسرار الخفية لمعنى الصداقة الحقيقية والحياة الشاقة ولن تأخذ سوى نصيبك في هذه الدنيا الفانية .إن الأرض لا تخلو من الأصدقاء الحقيقيين الذين يفتحون لك بحر قلوبهم بعد أن تلاطمت الأمواج من كل جانب لتقذف بك بعيدا عن المركب الذي يجب أن ينقذك ويوصلك إلى بر الأمان والاستقرار.
وأن هذا اليوم لآت بالصبر والعزيمة والتوكل والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى لأنه هو المنقذ والملجأ لك عندما تشتد عليك الأمور. أخصائي علاج الآلام والطب الشرقي والوخز بالإبر الصينية