قدم مدير وكالة المخابرات المركزية جورج تينيت امس فيما يبدو نفسه كبش فداء لتجنيب الرئيس بوش وكبار معاونيه مسئولية تضليل الرأي العام فيما يصر الديمقراطيون ان المسئولية اكبر من ان تلقى على عاتق تينيت وينبغي ان يتحملها الرئيس شخصيا .وقال تينيت اثناء استجوابه في مجلس الشيوخ امس انه يتحمل المسؤولية عن موافقة الوكالة على زعم الرئيس جورج بوش غير المدعوم بالادلة ان العراق كان يسعى للحصول على يورانيوم من افريقيا.وجاء احدث اعتذار لتينيت في جلسة مغلقة للجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الامريكي بعد ان قبل علانية المسؤولية في الاسبوع الماضي على تضمين ذلك الزعم في خطاب حالة الاتحاد الذي القاه بوش امام الكونجرس في يناير كانون الثاني.
وقال السناتور بات روبرتس الجمهوري عن ولاية كانساس ورئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ أبدى مدير الوكالة اسفا عميقا. وكان صريحا للغاية ودقيقا. وقبل المسؤولية كاملة.
وقال السناتور الديمقراطي جون ادواردز الذي يرشح نفسه للرئاسة للصحفيين قبل جلسة لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ انه يتعين على بوش نفسه ان يتحمل مسؤولية ما ورد في خطابه.
وقال: المسؤولية ليست مسؤولية وكالة المخابرات المركزية. وليست مسؤولية اي شخص آخر. انها مسؤولية الرئيس. وقال السناتور جون روكفلر العضو الديمقراطي في لجنة المخابرات اعتقد ان المسؤولية يجب ان يتحملها شخص أعلى بكثير من جورج تينيت.
واثار اعضاء ديمقراطيون في مجلس الشيوخ تساؤلات حول ما اذا كان البيت الابيض قد بالغ عمدا في المعلومات الخاطئة التي وردت في الخطاب.
وقال السناتور الديمقراطي كارل ليفين وهو عضو في لجنة المخابرات انه امر جيد ان تقر وكالة المخابرات المركزية بدورها في الرضوخ لضغوط مجلس الامن القومي في امر لم تكن مقتنعة به. واضاف لكن اقرار المدير تينيت يثير تساؤلات اخرى حول هوية من كانوا يدفعون باتجاه التأثير الخاطيء في مجلس الامن القومي. ان مجلس الامن القومي لا يجوز له اساءة استخدام المخابرات على هذا النحو. وكان تينيت قد مثل امام لجنة مجلس الشيوخ للاستخبارات في جلسة مغلقة تستجوبه حول الادعاء المضلل في شأن البرنامج النووي العراقي الذي ورد في خطاب الرئيس بوش وكان من مبررات غزو العراق واقناع الامريكيين بخوض الحرب.
وقبل جلسة الاستماع قالت عضوة مجلس الشيوخ الجمهورية عن ولاية ماين اوليمبيا سنو ان من المهم جدا التوصل الى الحقيقة، مشددة على ضرورة اعادة جمع الوقائع لمعرفة كيف وصلت هذه المعلومة المغلوطة الى الخطاب السنوي حول حالة الاتحاد الذي ألقاه في 28 كانون الثاني/يناير الرئيس جورج بوش امام مجلسي الكونغرس. وشددت سنو على القول من الضروري الاجابة على كثير من الاسئلة. واشار الديموقراطي جون روكفلر (فيرجينيا الغربية) الى ان الامر المهم ليس صحة او عدم صحة التأكيد الذي افاد ان العراق حاول شراء اليورانيوم من النيجر، انما رغبة اولئك الاشخاص في الادارة الذين قاموا بدور الوسيط ومكنوا الرئيس من الاشارة الى ذلك في خطابه الى الامة. وقال هذا تحقيق شامل. اننا لا ندرس المعلومات فقط انما ايضا طريقة ايصالها الى المسؤولين السياسيين. واضاف من الضروري تحميل احدهم المسؤولية.
ورأى دنيس كوسينيش العضو في مجلس الشيوخ عن اوهايو والمرشح الديموقراطي الى الانتخابات الرئاسية في 2004 ان من غير المقبول ان يدلي تينيت بشهادته في جلسة مغلقة. واضاف في بيان ان الشعب الاميركي وكونغرس الولايات المتحدة وعائلات واقارب حوالى 200 جندي وجندية قتلوا في العراق، يستحقون جلسة علنية حول التصريحات المغلوطة والمخادعة التي استخدمتها الادارة للذهاب ببلادنا الى الحرب، وطالب باجراء تحقيق فعلي في الكونغرس حول المسألة.
وكان تينيت اعترف الاسبوع الماضي بمسؤوليته عن ورود التأكيد المغلوط حول شراء اليورانيوم من النيجر في خطاب بوش، واعتبر ان الكلمات الست عشرة كان يفترض حذفها من الخطاب.