عزيزي رئيس التحرير
يشتكي الازواج والزوجات من اهمال كل منهما للآخر, وعدم اداء الحقوق الزوجية ويتفنن الزوجان في عرض مشاكلهم للاهل والاصدقاء وعبر الصحافة والبرامج السمعية والمرئية ويتهم الطرف الآخر بأن شريكه في الحياة تنقصه الصفات الأساسية في الزوج, لقد وصل ببعض الى اتخاذ اسرع الحلول وابغضها عند الله وهو فراق بيت الزوجية.
ان المستقرىء للمشاكل الزوجية يجد انها تافهة وسخيفة وللاسف فقد وصلت نسبة الطلاق في مجتمعنا وحسب الاحصائيات الرسمية 24% يا الله انها نسبة كبيرة في مجتمع يدين بالاسلام والاخلاق الفاضلة وهو راجع الى قلة الخبرة في تعامل الزوجين لاحدهما, ان الحل الرئيسي للمشاكل الأسرية هو بيد الزوجة وبدون مبالغة فان 90% من المشاكل الاسرية تستطع الزوجة حلها والقضاء عليها في مهدها شرط معرفتها لنفسية زوجها.
ان لزوج طفل كبير مع زوجته, اتعرفين اختي الزوجة معنى طفل انه يغضب بسرعة ولكن يرضى بسرعة ويستطيع اي منا ترضية الطفل وكسبه فما بالك بالمرأة التي تملك صفات الأنوثة والابتسامة الرقيقة والكلمة الحلوة والغزل المباح.. والزوجة ليست بالجمال فحسب فليست كل النساء جميلات بل بالتدلل واظهار المحبة والاهتمام بالزوج ومدحه صدقا او كذبا فكلاهما مباح شرعا.. كل هذه الصفات اسلحة ذات قدرة على السيطرة على مشاعر الرجل وكسبه في صالحها شرط ان توظف تلك الصفات توظيفا يناسب نفسية الزوج وكل زوجة اعلم بزوجها والا فما السر في وجود زيجات ناجحة رغم دمامة المرأة وفقر الأسرة.
ولكن قد تقول بعض النساء بأن زوجها صعب المراس سيء الطبع سريع الغضب فنقول لها ان عليها التودد واظهار المحبة وتلافي ما يغضبه او ساعات غضبه ومناقشته حتى يكون هادئا, كل هذا سيجعل الزوج خادما مطيعا يقدم لها المال والنفس شرط استمرارها وعدم تعجلها في النتائج حتى لو استمرت سنين تتعامل معه فالعقبى لها ومن الجدير الملاحظة ان الازواج ليسوا سواء فزوج لديه الاستعداد بالذهاب بزوجته الى اي مكان الا السوق وآخر لا يحبذ اصطحابها الا قلة, وزوج يغضب عندما يرى زوجته نائمة في الصباح وآخر قد يبدي استياء من عدم تجملها وجلوسها معه فالازواج يختلفون وعلى الزوجة ان تعرف ماذا يحب ويكره زوجها؟ لتستغل كل هذا لصالحها.
اما انت ايها الزوج الفاضل فأعط زوجتك الفرصة لتبثت لك حسن نيتها في التعامل فان الغضب والعتب المتواصل والسب والشتم مسمار في نعش السعادة الزوجية, واياك ثم اياك ان تتصرف تصرفا يؤدي الى كراهية زوجتك لك فالزوجة لا ترى الا ما تشاهده منك من تصرف وسلوك وتحكم عليك من خلال عاطفتها فقد تحبك حبا شديدا وقد يكون العكس فهي لا تفكر بعقلها وانما بعاطفتها فامدحها واثن عليها خاصة فيما يخصها من جمال ولباس وطبخ معبرا عن ذلك بعاطفة جياشه وهيام لا محدود بها, وقد يقول بعض الازواج بأنه لا يستطيع ذلك ولكن جرب وحاول وستقدر زوجتك ذلك حتى وهي تعلم وتشك في قولك ومع ذلك ستفرح في داخلها وسينعكس على تصرفاتها مع ذلك, ثم اعلم ان هجرك لها وغضبك عليها انما هو غضب وضيق لنفسك حيث سيترتب على غضبك توتر نفسي وضيق في الصدر عليك قبل ان يكون عليها فلا تتوقع ان غضبك لها وشتمها سيجعلها تكن لكن المحبة والتقدير والسمع والطاعة فالمرأة مهما كانت ضعيفة فهي بشر فضلا عن تركيبتها العاطفية الشائكة فقد تبكي المرأة لان الخياط لم يحسن خياطة فستانها لذلك فان كسب عاطفتها هو مكسب لك فابتسم في وجهها وعاملها برفق ولين وستنفذ ما تطلبه منها وان كنت ترغب في حياة زوجية خالية من المشاكل فلا تتنقد زوجتك في ادارة المنزل فالصراحة لا مكان لها في المنزل وانما عليك ان تكون لطيفا معها مجاملا لها. وليعلم كلا الزوجين ان غلاظة احدهما انما هو انعكاس لتصرف الآخر معه والعكس ولذا فعلى الزوج ان يحدث زوجته عن نفسها مادحا لها ومثنيا عليها وستجد زوجتك تفعل ذلك معك وكلانا يحب ثناء الآخرين على نفسه فما بالك بالاقربين.
ان كل منزل لا يخلو من المشاكل بل ان افضل البشر صلى الله عليه وسلم لم يخل بيته من تلك المشاكل ولكن الفرق انه يعالجها بطريقة اسلامية متميزة فليكن صلى الله عليه وسلم قدوتنا في كل شيء قال تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة). ونصيحة غالية للزوجة: اياك ان تعيني الشيطان على زوجك عند غضبه, فمن النساء من تطلب الطلاق عندما يغضب زوجها ويعاتبها بكلام لا ترضاه لتثبت له انها متضايقة منه فإذا بالزوج الغضبان يرميها بالطلاق الذي طلبته منه, فتندم وتبكي بكاء الثكلى, ان الواجب عليك ايتها الزوجة ان تمتصي غضب زوجك وان لم تستطيعي فأغربي عن وجهه حتى يهدأ.