عزيزي رئيس التحرير
اشير الى ما ورد في عدد يوم الاحد 1424/4/29هـ, بعنوان (في الظروف الخاصة.. المعاناة لها طعم آخر). لقد قرأت المقال وتأثرت كما تأثر الكثيرون ممن قرأوه وردا عليه اقول (ان العمل مع اصحاب الظروف الخاصة له طعم آخر فعلا).
لقد شاء الله ان اعمل في مجال العمل الاجتماعي وهو بعيد كل البعد عن مجال تخصصي العلمي, ولكني منذ اليوم الاول عايشت مشاكل ذوي الظروف الخاصة فأحسست بمعاناتهم ويعلم الله انني لم أر مثل مصابهم, وهنا يأتي دور المجتمع بتخفيف آلامهم ومشاركتهم في معاناتهم وتضميد هذا الجرح النازف المستديم.
والحق اقول ان العمل مع الظروف الخاصة له طعم آخر فهو عمل مع معاناة لا تنتهي فقدكنا ومازلنا نشاركهم تفاصيل حياتهم اليومية فنفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم ونسعى لحوائجهم وتحقيق مصالحهم فننجح مرات بفضل الله ونخفق مرة, ولعل (بناتي) كاتبات المقال كتبنه في لحظة من لحظات الشعور بالمرارة الذي يتكرر ظهوره لدى هذه الفئة مهما كانت الظروف التي يعيشونها وتعلم (و. ع. أ) كل العلم انه تم توفير وظيفة لها عن طريق وكالة الوزارة للشؤون الاجتماعية في أحد فروع الوزارة بمحافظة الاحساء وقد بذلنا الكثير لمحاولة اقناعها بها ولكنها رفضتها لعدم رغبتها في العمل في فروع الوزارة, ويعلم الجميع ان الفرص الوظيفة عزيزة هذه الايام وانني اكتب عبر جريدتكم الغراء واقول لهم قلوبنا قبل مكاتبنا مفتوحة لكم وان شاء الله لن تراعوا وانتم بين ظهرانينا فان كل من ينتسب لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية يعني بشؤونهم ويتشرفون بخدمتهم ويسعى لمصلحتهم ولا اصدق على ذلك من تولى ادارة رعاية الايتام لأمورهم منذ الولادة والى ان يكتفوا وهم لا يكتفون فلا استغناء لأحد عن اهله ونحن اهلهم.
ولكن..
ليعلم أبنائي وبناتي من ذوي (الظروف الخاصة) ان القبول والرفض, والفشل, ليس وقفا عليهم فهم كغيرهم من الناس ويجري عليهم ما يجري على غيرهم وليساعدوا انفسهم للخروج من هذه القوقعة التي ستخفف عنهم الكثير من المعاناة والشعور باليأس.
لطيفة بنت محمد التميمي
مديرة الاشراف الاجتماعي النسائي بالشرقية