عزيزي رئيس التحرير
لقد تعودنا عبر جريدتكم ومن خلال صفحاتها ايصال صوتنا الى المسؤولين بصراحة وسهولة ومن هذا المنطلق اردت ان اعقب بهذه الملاحظات على ما نشرته الجريدة في العدد 10984 بتاريخ 12 جمادى الاولى 1424هـ تحت عنوان (الفايز: خطة بديلة لتفعيل - السعودة - مرافق الحكومة تشبعت.. وجهود لتوفير 7 ملايين وظيفة).
اقول تعقيبا على هذا التصريح ان (السعودة) اصبحت قضية القول فيها اكثر من الفعل وتصطدم بعقبات لا نهاية لها.
فعندما تطرح الشركات والمؤسسات الاهلية الوظائف فانها تشترط شروطا تعجيزية لهذه الوظائف فالخبرة لاتقل عن كذا سنة اجادة اللغة الانجليزية اجادة تامة تحدثا وكتابة، اجادة استخدام الحاسب الآلي بكل برامجه وغير ذلك من الشروط التي اعتدنا نحن معاشر العاطلين والباحثين عن اعمال على سماعها من هذه الشركات سواء اكانت صغيرة ام كبيرة وفي النهاية نجدها شروطا تعجيزية برواتب متدنية نعم لا ننكر ان هناك بعض الوظائف قد تتطلب شروطا معينة ولكن ليس كل الوظائف وفي كل المجالات.
تلك الشركات التي تطلب هذه الشروط تريد ان تبعد ابن البلد وتحل محله الاجنبي الذي قد يأتيك وهو لا يملك الخبرة ولا اللغة فاللغة مكسرة والخبرة يكتسبها من ممارسته العمل هنا.
وللاسف فان شروط الخبرة وغيرها لا نراها فقط عند القطاع الخاص كما كان سابقا بل انتقلت العدوى الى الوظائف الحكومية فقد اصبحت تطلب شروطا لا تتوفر عند طالب حديث التخرج ولم يجد ما ينمى ويطور مواهبه الا رصيف البطالة.
فرد على ذلك فان الوظائف الحكومية بعضها يكون على بند الاجور برواتب مقطوعة ومتدنية جدا ودليل ذلك ما نشر في هذه الجريدة في اليوم التالي عن طالبات تخرجن بدرجة البكالوريوس وهن الآن معلمات في المعهد الصحي برواتب عاملات نظافة وعلى بند الاجور براتب لا يزيد على 1600 ريال فلماذا هذا الراتب وهن يؤدين نفس الخدمة؟
ان مكاتب العمل لا نرى فيها الجدية لا ستقبال الملفات وتفعيل الوظائف ومتابعة الشركات التي تتهرب عن سعودة الوظائف بتطفيش من يرسل اليها باساليبها المعهودة واسأل المجرب لتفهم حقيقة ما يحصل.
ان الوظائف التي تطرح من الدوائر الحكومية بالعشرات والمتقدمون بالآلاف فمرة من المرات تقدمت الى وظائف طرحت من احدى الجهات وكان عدد الوظائف لا يتجاوز الخمسين وظيفة وعدد المتقدمين بحسب افادة المسؤول 12 الف متقدم.
اخيرا معالي الوزير انا خريج جامعة الملك سعود - كلية اللغات والترجمة - بدرجة البكالوريوس منذ عام 1419هـ ولي اكثر من اربع سنوات خبرة في مجال البطالة والبحث عن عمل.. اكثر من اربع سنوات وانا في كر وفر ابحث عن وظيفة سواء بالثانوية او بالجامعة ولا ازال في هذه المعاناة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى فخضت تجارب عديدة مع القطاع الاهلي والحكومي ومكاتب العمل وكلها باءت بالفشل وانتهت بي الى رصيف البطالة الذي ضاق بي كما ضاق بالآلاف من زملاء مثلي يحملون الشهادات والدورات ويحلمون بالوظائف.
ما ذكرته في كلامي لم ابالغ ولم ازد فيه بل هو الواقع بعينه واعرضت عن كثير من الامور والتجارب التي خضتها بنفسي طلبا للاختصار ومن غير المناسب ذكرها والله ولي التوفيق.
احمد جاسم الهبدان الاحساء