DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

محمد العلي

محمد العلي

محمد العلي
أخبار متعلقة
 
هذا العنوان هو عنوان قصة للروائي التركي عزيز نيسين, يسخر فيها من المثقفين الذين يكتبون تحت الطلب ويفكرون تحت الطلب, وكيف انهم يتلاعبون بالمفاهيم وتعريفها لعب الاطفال بالكرة. واللعب بالمفاهيم وتعريف الاشياء متاح لكل من هب ودب ولكن المثقفين هم الاقدر على القيام بذلك بكفاءة نادرة وقدرة على جعل السراب ماء متدفقا. ان الأمثلة التي يقدمها التاريخ على مثل هذه الحال كثيرة, وسأختار منها مثالين فقط من ثقافتين مختلفتين: في القرن الثالث عشر, وتحديدا بعد عام 1227 رفعت الكنيسة شعار (عدم اراقة الدماء) ليكون هذا الشعار لجاما على محاكم التفتيش الشهيرة, فماذا فعل مثقفو الكنيسة في تأويل هذا الشعار؟ اولوه بأن اراقة الدم حرام ولكن الحرق ليس حراما اذ ليس فيه اراقة دم, وراحوا يحرقون الناس أحياء بدل قتلهم (راجع قصة الحضارة 103/16). المثال الثاني: وقف الشاعر الملهم امام الحاكم الملهم والقى قصيدة عصماء يعدد فيها مناقب الحاكم واياديه البيضاء في الانعام والاكرام, فاهتز الحاكم طربا وراح يصفق بنشوة وقد امتلأ غبطة وسرورا, ثم راح يؤكد بعد القسم انه سيجعل الشاعر يمشي على الذهب من مجلسه الى بيت الشاعر. بعد انتهاء القصيدة والنشوة بها حلت فترة الوفاء بالقيم, لكن ماذا يصنع وما في الخزينة كله لا يمكن ان يغطي بالذهب المسافة التي سيمشي عليها الشاعر؟ هنا جاء دور المثقفين الذين قال احدهم: يا مولانا المسألة سهلة: خذ حذاء الشاعر وضع على ظهره قطعتي ذهب, وحين يمشي من هذا المجلس الى بيته يكون مشيه على الذهب فتبر بقسمك. هنا صفق الحاكم للحل وراح قلب الشاعر يذرف الدموع.