لا أدري لماذا نحن العرب والمسلمين نستأثر دون غيرنا.. أو أكثر من غيرنا بالأرض المحروقة؟! أحيانا بأيدينا نحرقها.. هل أننا حقل تجارب لإشعال النيران وليس لإطفائها؟! اكاد اقول نعم.. وابصم على قولي بالاصابع العشر..تعالوا سويا نتأمل خريطة عالمنا العربي.. والإسلامي.. وما يعانيه من حرائق تلتهم الأخضر واليابس دون ان تجد اطفائيات تخمد لهبها.. وانما تلقى من يصب الزيت على النار ويزيدها وهجا.. واشتعالا.. ووبالا.. لن اعود بكم الى البعيد البعيد فقد نسيناه او انساناه القريب القريب.. وعادة في حياتنا المعاصرة تنسينا المأساة ما قبلها حتى ولو كانت بحجم الكارثة..
ربع قرن من الزمان يكفي على مشهد اكثر من حريق مازال يستعر.. حتى ما حسبنا خطأ انه انطفأ يكذبنا فيه قول الشاعر:
ارى تحت الرماد وميض نار
ويوشك ان يكون لها ضرام..
لعله الأخطر لأنه بوابة الحريق الواسع الشاسع حرب الخليج الاولى والثانية وتداعياتهما على مستقبل المنطقة.. فأثار الحريق الذي التهم في سعاره وسعيره مئات الالوف مسلمين وعربا مازال يؤرق مضاجعنا لان نهايته لم تتم.. فما زال الجرح ينزف.. والشكوك على أشدها.. والمتربص يتحين الفرص للإجهاز على ماتبقى وسلم من حصاد النار.
@ السودان أيهما يغتال الآخر؟! جنوبه أم شماله..؟ مسلموه ام مسيحيوه؟ ام جهات خارجية اخرى لا تريد له الوئام وانما التمزق والانفصام خدمة لأغراضها ومطامعها.. واستراتيجيتها بعيدة المدى..
@ البوسنة والهرسك خلصت بعد العذاب الى وضع معتل لا هو مستقل ولا هو تجتذبه أهواء السياسة في مناخ مشحون بالتهويد والتهديد ونسيان الهوية.. انه مازال على نار ساخنة رغم احتجاب دخانها.. وحيرة انسانها..
@ فلسطين.. وما أدراك ما فلسطين.. شلالات الدم تكاد تولد طاقة حرارية تكفي لإضاءة مدنها وقراها.. ومع هذا ولأنه دم فلسطيني عربي لا عبري لا احد يسعى لبناء سد يضع للنكاية الصهيونية أي حد..
@ جامو وكشمير فلسطين أخرى وان اختلفت المسميات والجغرافيا واللغة.. نيودلهي كما تل أبيب لا تعترف بحق شعب مسلم في تقرير مصيره.. الخيار وحده فرقعة السلاح.. وجداول دم ترسم لوحتها الكئيبة على الأرض الخضراء..
@ الشيشان دون سواه من الدول التي استقلت عن تبعية موسكو مازال لمواجهة أخيارها خيار الصراع من اجل حريتها تأكيدا لهويتها المسلمة.. وكما يلقى امثالها تلقى.. تدفع الثمن غاليا من أرواح مناضليها ودمهم.. وسيدفعون فمازالت المواجهة قائمة.
@ الجزائر.. حيث المجازر المتوحشة التي لا تدين بدين.. ولا تؤمن بشرف الصراع.. ولا الحوار السياسي.. إنها كالنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله.. حسرة على بلد المليون شهيد.. الأخطر ان تضاف الى المأساة مأساة أخرى.. الاتهام بالارهاب.. مع ان اصابع خفية ذكية هي التي تتحرك من خلف الستار وعلى رقعة الشطرنج السياسي تهش. وتكش.. وترش الزيت على نار حامية لحاجة في نفس جاكوب.. ومن يقف خلف جاكوب..