برنامج رحلة الخطوط السعودية من دبي للرياض يوم الاربعاء 7/23 كان حافلا بالمفاجآت.
فكما في اعلانات مطارات العالم جميعها, فان الاعلان الاول يعني فتح بوابة الطائرة ويعني الاعلان الثاني صعود الركاب اما الثالث فهو الاخير ويعني دقائق معدودة قبل اغلاق الطائرة, اما في رحلات السعودية من دبي فان كل هذا لا يعني شيئا, والمهم هو حشر الركاب في قاعة سردينية امام البوابة حتى يكتمل الجمع ويصعد الجميع في دقائق, ومن المفاجآت الاولى ان اعلان النداء الاخير لاقلاع الطائرة هو بمثابة مزحة لاصطيادك في قاعة امام البوابة.
الفقرة التالية من برنامج الرحلة كانت غياب التكييف في جو خانق اواخر يوليو الحارق في دبي, وبعد انتظار طويل وتذمر الجميع سمعنا صوتا يأمر بالمايكرفون بإغلاق الابواب استعدادا للاقلاع, لكن صوتا آخر طلب الانتظار, وعاد الصوت الاول ليأمر باغلاق الابواب, ورد الصوت الثاني بالانتظار مرة اخرى, ومئات الركاب على الرحلة بالطبع مستمتعون بهذا السجال على الهواء مباشرة ولم يفسد جو المتعة هذا سوى انطفاء جميع الانوار في الطائرة مما اضطر فريق الخدمة من مضيفين ومضيفات الى التحرك بالكشافات مما اضفى جوا شاعريا يضاف الى حرارة الجو في انعدام التكييف.
تحدث الينا قائد الطائرة شخصيا بعد اقلاعنا, وتوقع الجميع ان يشعر قائدنا بالحرج لسلسلة الازعاجات هذه التي بدأت على الارض واستمرت في الجو, لكن المفاجأة الكبرى كانت ان كل ما قاله لنا عبارة عن تذكير لارتفاعنا عن سطح الارض بستة وثلاثين الف قدم, فالشكر الجزيل على هذه المعلومة المهمة التي كنا ننتظرها على أحر من الجمر, وكأنما غابت كلمات الأسف والاعتذار عن قاموس الخدمة الراقية التي تعتز بها شركة الخطوط الجوية العربية السعودية, وكأن كل ما حدث امر طبيعي اعتادت عليه الشركة وتطبع به ركابها, فالاعتذار في حد ذاته مضيعة للجهد والوقت.