يبدأ رئيس وزراء سورية محمد مصطفى ميرو اليوم الثلاثاء زيارة تاريخية لتركيا، هي الاولى من نوعها منذ 17 عاما، وتهدف الى تطوير العلاقات الثنائية.وقالت وكالة الأنباء السورية (سونا) أن المباحثات ستتناول الوضع الاقليمي بعد الحرب على العراق وترسيخ العلاقات بين البلدين الجارتين.
وسيرأس ميرو الذي يرافقه وفد يضم نحو خمسين شخصا، مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان اجتماعات اللجنة العليا المشتركة السورية ـ التركية.
ودعا ميرو، الذي تتعرض بلاده لضغوط امريكية كثيفة، دول المنطقة خصوصا تركيا وايران الى تعزيز علاقاتهما للتصدي للجهود الامريكية لإعادة تنظيم منطقة الشرق الاوسط وذلك في حديث نشرته امس صحيفة صباح التركية.
واضاف ميرو: ان الولايات المتحدة بصفتها تتولى حاليا شؤون العراق هي جارة "لا تقل سوءا عن صدام حسين".
وقال ميرو: ان رغبتنا المشتركة هي إنهاء الاحتلال للعراق في اقرب وقت ممكن وانسحاب امريكا من المنطقة في اسرع وقت ممكن.
وتتقاسم تركيا وسوريا والعراق، حيث تعيش اقليات كردية، القلق نفسه بشأن كردستان العراق وتتخوف من مطالب كردية على اراضيها.
وتاتي المحادثات السورية التركية بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية التركي عبد الله غول الاسبوع الماضي للولايات المتحدة الحليف الاستراتيجي لتركيا.
وطلبت واشنطن من تركيا المشاركة في القوة الدولية لحفظ السلام في العراق.
ويعتبر ميرو، اول رئيس حكومة سوري يزور تركيا منذ 1986، وهي زيارة رمزية الى حد كبير وهي تأتي قبل زيارة الرئيس السوري بشار الاسد لتركيا المقررة قبل نهاية العام الحالي ولم يحدد موعدها بعد حسب ما اعلن مصدر دبلوماسي تركي في دمشق.
وكادت حرب تنشب بين سوريا وتركيا في 1998 عندما هددت انقرة باللجوء الى القوة اذا ما استمرت دمشق في ايواء عبد الله اوجلان والمتمردين الاكراد في حزب العمال الكردستاني الذي يتزعمه.
وبذلك اعادت دمشق وانقرة علاقاتهما بتبادل الزيارات وابرام اتفاقات أمنية واقتصادية.