يعتبر مرض "طاعون المجترات الصغيرة أو ما يدعى PPR" أحد أهم وأخطر الأمراض الوبائية التي تصيب المجترات الصغيرة خصوصا الماعز ويتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة اذا لم يتدارك الأمر من بدايته ويتم عزل المنطقة المصابة عزلا تاما والتعامل معها وفق منهجية علمية سليمة للقضاء على بؤرة المرض منعا لانتشاره. وكما كل الأمراض الفيروسية، فقد يقبع المسبب المرضي في حالة كمون في منطقة ما سبق اصابتها الى حين، وقد يستمر ذلك سنوات وهو الحال في مرضنا المذكور، ثم ما يلبث أن يستعيد الفيروس نشاطه ويبدأ دورته التي تختلف من مسبب لآخر، وعندما يترك المرض الفيروسي يمارس هوايته في الفتك بالأجساد دونما تدخل علاجي أو وقائي وعلاجي في آن واحد، فإن المرض سيأخذ دورته الطبيعية الكاملة وينتهي تلقائيا، ولكن بعد أن يكون قد سبب من الخسائر الاقتصادية حسب شدته وضراوته.
ويوضح الدكتور ابراهيم الملحم بالمختبر البيطري بالاحساء ان هذا المرض يتميز بأعراض شديدة وواضحة قل أن تخطئها عين الطبيب المتخصص، خصوصا اذا ما تم رفد ذلك بتشريح دقيق وفحص ثاقب لكل الاصابات العضوية والنسيجية اذ أن منها ما يكاد يكون خصيصة للمرض دون غيره "Zebra Stripes".
ويضيف: منذ التحاقي بالدراسة الجامعية أي منذ ما يقارب الثماني عشرة سنة، لم أشاهد أية أعراض شبيهة بتلك المميزة لمرض الطاعون في الماعز، ولكن منذ أيام خلت وصل الى المختبر البيطري بالاحساء مجموعة من الماعز مختلفة الأعمار وكلها تعاني أعراضا شديدة الوطأة اجترت ما كان قابعا في الذاكرة من معلومات ومحفوظات عن مرضنا سيء الذكر ومن ذلك: اسهالات مائية شديدة، تقرحات في التجويف الفمي تتراوح كما وعمقا، افرازات من الأنف والعينين، اغورار العينين داخل محجريهما، خمول عام وضعف، واصابة معظم القطيع مع وفيات في المصاب قد تصل الى 90%.
وأضاف الدكتور الملحم ان امراضا كهذه كان لابد أن تجعلنا أول ما نشتبه في مرض "PPR"، ثم بعد ذلك نأخذ عينتين من الماعز المصابة لإجراء التشريح المرضي وكانت الاصابات المرضية في الأعضاء والأنسجة من الوضوح بالنسبة للمتخصص بمكان ومن أهم ذلك وجود احتقانات وأنزفة في الأمعاء شكلت خطوطا مستقيمة ومتوازية تسمى "Zebra Stripes" وهذه من الأمور التي يتميز بها المرض عن غيره، وأيضا وجود التهابات رئوية وقصبية Bronchopneumonia وان كانت بسبب اصابات ثانوية من باستريلا أو مايكوبلازما. عموما كانت الصورة بالنسبة لنا عند الجمع بين الأعراض الواضحة والاصابات العضوية والنسيجية المميزة واضحة وقاطعة بأن شرور هذا المرض بدأت في الظهور ولابد من اتخاذ كافة الاجراءات العلمية والمنهجية للحيلولة دون انتشاره، وعليه فقد تم ابلاغ الوزارة وكذلك المعنيين بمديرية الزراعة والمياه بالاحساء لعمل ما يلزم على وجه السرعة.
يذكر أن هذا المرض لا يصيب الانسان اذ هو ليس من الأمراض المشتركة (Zoonosis).