يظل الوطن أمانة في أعناقنا , وكذلك الابناء أمانة ووديعة في رقابنا , فلا بد من المحافظة على الأمن في هذا الوطن .. فالوطن درة غالية لا تقدر بثمن ..( فالوطن هو البلاد التي يقيم فيها الانسان , ويتخذها مستقرا له , والوطن شبيه بالمنزل , فالمنزل هو المكان الصغير الذي يسكن فيه فرد مع افراد اسرته , والوطن هو المنزل الكبير الذي يضم عددا كبيرا من الأفراد والأسر).
فيجب على رب الأسرة أن يكون حريصا على تفقد أفراد أسرته , فإذا مرض احدهم دعا له بالشفاء , وإذا غاب سأل عنه , وأيضا يتعرف على الاصدقاء الذين يصادقونهم , ولا بد ان يكون متابعا لهم في كل خطوة يخطونها.
وأن يبدي لهم النصيحة ويدلهم على طريق الخير.
فالشعب السعودي له خصائصه ومميزاته , وهي تختلف عن الشعوب الأخرى !! خاصة الشباب الذين يتغربون عن ديارهم , حيث تترك لهم الحرية المطلقة , فيتركون أولادهم , فيقعون فريسة سهلة للأفكار الهدامة !!
كما هو حاصل الآن !! وما يعيشه وطننا من وجود طغمة فاسدة , غرر بهم حتى أصبحوا نقطة سوداء في تاريخهم الشخصي !! وتاريخ أسرهم الذين هم الآن يعيشون لحظات حزن وألم !! فمن نعاتب ؟! الآباء أم الابناء ؟
نحن نعاتب الآباء ,لأنهم صمتوا دهرا , وبعدما وقع ما وقع !! بدأ اللوم والعتاب من الآباء للأبناء !! هذا ما نلحظه من خلال الاستطلاعات الصحفية , بأن فلانا من الناس كان غائبا عن اسرته منذ سنة !! وبعضهم يطول الى بضع سنوات ؟ وبعدما وقع ما وقع أصبح الآباء يتبرأون من ابنائهم !!
اننا لا نلوم الأبناء لكن نلوم الآباء الذين صمتوا عن غياب أبنائهم هذه السنوات ؟ دون أن يكلفوا أنفسهم الاتصال بالجهات الأمنية لتقوم بواجبها ودورها قبل أن يقع المحظور !! ولا شك أن الضباط والجنود الذين ما توا شهداء من أجل ملاحقة وتعقب هؤلاء المارقين والناكرين لوطنهم ! حقا هم شهداء الواجب وشهداء الوطن , لأنهم ضحوا بحياتهم من أجل تحقيق الأمن لهذا الوطن فندعوا لهم بالمغفرة والرحمة.
إن الوطنية تمثلت في أرواح شهداء الواجب , لأن حب الوطن سرى في عروقهم , لأنهم يدافعون عن المقدسات الإسلامية , وأن هذه الروح الوطنية استمدت مقوماتها من تعاليم الإسلام التي تربط الشعب المسلم والأرض المقدسة بأوثق الروابط.
فالوطنية توجب على المواطن أن يحب وطنه , وأن يبذل كل ما في وسعه من اجل رفعة وطنه , وان يضحي بكل ما يملك في سبيل الله , ثم في سبيل المحافظة على سلامة وطنه , وأمنه واستقراره ومقدراته. إن أمن الوطن مسئولية الجميع , فلا بد من الآباء الاهتمام بتربية الابناء (فالتربية الإسلامية هي التنظيم النفسي والاجتماعي الذي يؤدي الى الحفاظ على حياة الفرد والجماعة).
(فالتربية الإسلامية ضرورة حتمية لتحقيق الإسلام كما أراد الله أن يتحقق , وهي بهذا المعنى تهيئة النفس الانسانية لتحمل هذه الأمانة , وهذا يعني بالضرورة ان تكون مصادر الإسلام هي نفسها مصادر التربية الإسلامية وأهمها القرآن والسنة).
إن الابناء امانة وضعها الله بين يدي الآباء , وهم مسئولون عنها , فإن احسنوا اليهم بحسن التربية كانت لهم المثوبة , وأن اساءوا تربيتهم استوجبوا العقوبة.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته , الإمام راع مسؤول عن رعيته , والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته , والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده , ومسئول عن رعيته , وكلكم راع ومسئول عن رعيته).
وبلادنا والحمد لله دولة إسلامية , دستورها القرآن الكريم , دولة تحرص على التعاون , وعلى البر والتقوى في حدود المستطاع , فالمواطنون كلهم سواء في الواجبات والحقوق , والكل مطالب بتأدية واجباته على خير وجه , لينال حقوقه من اقصر الطرق.
فالدولة بقيادة مليكنا المفدى وسمو ولي عهده الأمين , وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء , وجميع افراد الأسرة الحاكمة (حفظهم الله جميعا) حريصون كل الحرص على تأمين احتياجات كل مواطن في بلادنا الغالية , فعلى كل مواطن ومواطنة تقدير هذا العطاء .. وهذا عشمنا في الشعب السعودي الوفي لدينه ولوطنه ولمليكه.
عبد الله حمد المطلق