عجائب وغرائب الكل يضحك منها حتى المصائب.. ظللت افكر في العبارة حتى مللت التفكير.. فأصبحت في تلك الليلة.. سارحة البال.. غريبة الأطوار، شاردة الذهن.. مشتتة الأفكار... بعيدة الرأي.. سريعة القرار.. جريحة الفؤاد.. وكاتبة الأشعار.. فأحببت أن أفرغ ما في جعبتي، فلم أجد ما يسعفني إلا القلم، ولم أجد أوفى صديق يتقبلني إلا الورق، فغرزت بإبرة قلمي على قماش ورقتي ونسجت: الدنيا دار سينما.. الجميع يقبل عليها باهتمام.. وعند بدء العرض الكل يصغي باهتمام.. والحقيقة أن العرض هو عرض حياتهم.. وعند بدء العرض.. اتضحت الحقائق والأسرار.. وانكشف كل خادع ومكار.. وكل صغير وكبير يكذب بإصرار.. وجميعهم يرمون القصص والأشعار.. ويقولون عنها أنها خرافات وتفاهة أفكار.. ويحبون قتل بعضهم وإنشاء الدمار.. ويقربون إلى قلبهم من هو خائن وغدار.. ومن يحبهم يقولون له أنت لنا عار.. ويرفضون تصديق كل شاعر مختار.. ويدوسون بأرجلهم على جميل الأزهار.. ويعشقون كل آله ومزمار.. ونسوا دار الآخرة وحسم القرار.. إلا من رحم ربي العزيز القهار.. رب السماوات والأرض الملك الجبار.. وبعد انتهاء عرض الفيلم التقت الأنظار.. ومن المؤسف أن الجميع لم يعرفوا من هم الأبطال.. يضحكون على أنفسهم ويرفضون حقيقتها بإصرار.. فخرجوا من السينما ولم يزالوا في دوار.. وبعدها أطفئت الأنوار واقفلت الدار.. فأنهيت خط غرزتي ونظرت إلى قماش ورقتي.. فبعدها جمعت أفكاري وحسمت قراري بأن أعمل على قوله تعالى(( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره* ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره))
فاطمة حسن الشريدة