أخبار متعلقة
صدر عن دار الموجز للنشر والتوزيع كتاب (مناصحات شرعية) من اعداد الاستاذ عبد المجيد بن محمد العمري.
وقد تضمن هذا الإصدار فتاوى وبيانات لأصحاب السماحة والفضيلة العلماء والمشايخ حول الأعمال الإرهابية وحوادث التفجيرات , ويقع هذا الكتاب فيما يقارب الثلاثمائة صفحة رصد من خلالها المؤلف بيانات هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ولقاءات وكلمات كبار المشايخ في المملكة وبعض بلدان العالم الإسلامي حول هذا الموضوع.
وقال المؤلف في مقدمة الكتاب لقد تابع الجميع ما حدث من تفجيرات بمدينة الرياض في الحادي عشر من شهر ربيع الأول لعام 1424 هـ من قبل مجموعة من المجرمين الذين روعوا الآمنين وقتلوا المسلمين والحقوا بهم فئة من المعاهدين مخالفة لهدي سيد المرسلين وما حدث في مدينة الرياض من تفجير وقتل وإفساد في الأرض مرفوض وغير مقبول ولا يرضاه العلماء والعقلاء ولا يصح نسبة ذلك الى الشرع او تأويل الآيات والنصوص من اجل ذلك.
ومن هنا كان لابد من تصحيح المفاهيم بكل وسيلة مشروعة بالكتاب وبالكلمة , و بالمناصحة الشخصية , وبوسائل الإعلام، وتصحيح المفاهيم يجب أن يبنى على الأسس الشرعية التي تهدف الى الإصلاح , وأن نتفادى فيها كل ما يحول بيننا وبين اصلاح أحوال الآخرين من إخواننا المسلمين.
كما بين المؤلف أن العلم يجب أن يؤخذ من العلماء الثقات الذين هم حماته:( فاسألوا أهل الذكر) فلا يؤخذ العلم من أصحاب الحماس والمبتدئين ولا من أصحاب الأهواء والشهوات, والعلماء ولله الحمد لا يمكن ان تخلو الأرض منهم وهذا دفع لدعوة يحملها بعض الجهلة ممن ينتسبون للدعوات الباطلة ممن زعم انه لا يوجد علماء قدوة او ان العلماء الذين يمكن الاقتداء بهم مفقودون وهذا مخالف للواقع ولصريح النصوص فإن الله تكفل يحفظ هذا الدين وتكفل بحفز طائفة من الأمة تبقى ظاهرة منصورة أمرها بين هذا لا يمكن ان يأتى الا بأهل الحجة والقدوة وهم العلماء.
ويعد الكتاب مرجعا علميا لما احتواه من اسماء بارزة في مجال العلم الشرعي حيث تضمن فتاوى وكلمات لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ولسماحة مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز ال الشيخ ولمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح ال الشيخ ومعالي الشيخ صالح الفوزان وعدد كبير من أصحاب المعالي والفضيلة المشايخ وطلبة العلم.
وقد اشتمل الكتاب على عدة فصول بين من خلالها أصحاب السماحة والفضيلة العلماء والمشايخ ان الأحكام الشرعية تدور من حيث الجملة على وجوب حماية الضرورات الخمس والعناية بأسباب بقائها مصونة سالمة هي الدين والنفس والعرض والعقل والمال كما بينوا بعد تجريم مثل هذه الأعمال التي حدثت في مدينة الرياض بأنه يجب الحذر من نزعات السوء ومسالك الجنوح الفكري والفساد العقدي والتوجيه المردي , وإن النفس الأمارة بالسوء إذا أرخى لها المرء العنان ذهبت به مذاهب الردى ووجد الحاقدون فيها مدخلا لأغراضهم واهدافهم التي يبثونها.
كما اكدوا علىأن مثل هذه الأعمال يتضمن انواعا من المحرمات في الإسلام بالضرورة من غدر وخيانة وبغي وعدوان وإجرام آثم وترويع للمسلمين وغيرهم وكل هذه قبائح منكرة يأباها ويبغضها الله ورسوله والمؤمنون.
كما حذر العلماء من الوقوع في المحرمات المهلكات ومكائد الشيطان فإنه لا يزال بالعبد حتى يوقعه في المهالك إما بالغلو بالدين أو بالجفاء عنه ومحاربته والعياذ بالله والشيطان لا يبالي بأيهما ظفر لان كلا طريقي الغلو والجفاء من سبل الشيطان التي توقع صاحبها في غضب الرحمن وعذابه وما قام به من نفذوا هذه العمليات من قتل أنفسهم بتفجيرها فهو داخل في عموم قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :( من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب يوم القيامة) وقد جمع هؤلاء القتلة (والعياذ بالله) المفسدون بين قتل النفوس الآمنة وبين قتل أنفسهم ظلمات بعضها فوق بعض.
كما استنكر العلماء والمشايخ ما حدث من أعمال ارهابية مؤكدين على أن ذلك دخيل على المجتمعات الإسلامية وهو عمل غريب ومقحم على المجتمع الآمن المسالم في المملكة العربية السعودية وعلى شعبها المحب للخير والبر والرحمة وهذه البلاد هي حصن الإسلام ومنطلق دعوته ومن الخطورة نقل هذه الأعمال الى هذه البلاد, والذي يجب ان يعلم أن هذا البلد لابد أن يسعى الى استتاب أمنه لأنه بلد حرام وهو مهبط الوحي ومستقر خاتم الرسالات , هذا البلد له خصوصية لابد ان نحافظ عليه انه بلد الأمن والأمان ولا يجوز لكائن من كان ان يكون سببا في زعزعة أمنه ولا ترويع الآمنين فيه ويجب أن نكون صفا واحدا متلاحما في استتاب الأمن والمشاركة العملية في عمل كل الاسباب التي تجلب الآمن وتحارب كل من يخل به.
وقد وقع في هذه الحوادث مجموعة من المحرمات في دين الله مما يدخل في الإفساد في الأرض حيث تضمنت القتل والترويع والأذى وهدم المنشآت والخروج على طاعة ولي الأمر وقد شرع الله سبحانه وتعالى الجزاء الرادع لهذا العمل وعده محاربة لله ورسوله.
وأوضح العلماء أن أمن بلادنا واجب على الجميع وحذورا الشباب المغرر بهم من الفكر الخارجي الذي يكفر الأئمة ويكفر من لم يوافقه ونحن المسلمين مطالبون من شريعتنا الإسلامية بمحاسبة من يشذ من المسلمين عما شرع الإسلام من احكام توقف المعتدي عند حده وتكف شره عن الناس قال الله تعالى ( والله لا يحب المفسدين).
غلاف الكتاب