أخبار متعلقة
قال الشاعر والأديب عدنان العوامي , في حديث خاص: أنه وجد بعض الشعراء ضنينا بشعره . حريصا على اظهاره مهما طان ضعيفا والمح الى ان الشعر هو الشعر , بأي لغة كتب , والمسألة ليست في شكل القصيدة عمودية او غير عمودية وحول ابتعاده عن كتابة لقصيدة التفعيلة قال: ليس هذا متأتيا عن موقف مضاد لها , وإنا لأني لم أتعود تكلف الشعر ابدا. وأشار الى أنه متوقف عن إصدار ديوان آخر لعدة أسباب اهمها تكاليف الطباعة واستغلال الناشرين واتساع ذممهم مضيفا , ان تجربتي مع الموزعين لا تشجع ابدا على تكرار التجربة الا عند محبي الظهور , فهؤلاء يسعدون بتحمل الخسائر المالية في سبيل الحصول على الشهرة , فالمهم عندهم ان تظهر اسماؤهم في كتب التراجم , وفهارس المكتبات باستثناء الاسماء المشهورة من الأدباء والكتاب الذين يدفع الناشرون لهم , او تتحمل جهات اخرى تكاليف طباعة مؤلفاتهم.
اما عن تحقيقه ديوان أبو البحر فيقول ان (راكب البحر كراكب الأسد) في اشارة الى صعوبة هذا البحث مستدركا الأمر مع الديوان ليس بهذه الصورة مع العنف , فقد تم انجازه منذ زمن بعيد , لولا أن ظروفا خاصة أدت الى تأجيل اصداره , ومنذ قرابة السنتين تم التعاقد مع دار نشر في بيروت على طباعته , ولكن بعض العوائق تسببت في تأخيره مرة أخرى , وأتمنى ان يظهر قريبا بإذن الله. وقال العوامي عن ديوانه شاطئ اليباب انه ليس الدكتور القصيبي وحده من اخذ عليّ اختيار هذا العنوان فكثير من الأحبة استنكروه , وربما كانوا على حق في إنكارهم , فقد تعودوا من الشعراء على اختيار اسماء لطيفة ورقيقة لدواوينهم , لكن ينبغي ألا ننسى ان الرمز أصبح سمة من سمات العصر , وأن ليس على الشاعر أن يتحول الى مترجم او مفسر وإلا فما دور القارئ ؟ ثم من قال ان القارئ والشاعر يجب أن يكونا قيد إرادة بعضمها البعض . وأي ضير في أن يتمرد احدهما على الآخر ؟ أظن ان انتقاد القارئ للشاعرحق لا غضاضة فيه. ويستغرب العوامي من بعض الشباب الذين يمزقون انتاجاتهم بذريعة البحث عن الجودة مضيفا قوله اخشى ان ترقى في هذه الحالة الى تشكيل الظاهرة فمن جانب نرى ان المكتبات تعج بالإصدارات الهزيلة , وفي جانب آخر يحجم أدباء وشعراء كبار عن طبع نتاجهم والأدهى ان بعضهم يرفض حتى اظهار انتاجه او الكشف عنه إلا للخاصة من اصدقائه , ولئن جاز لنا التماس العذر لهؤلاء , بأنهم متنحون عن الساحة الثقافية , فما هو عذر بعض الأدباء المعروفين المشاركين؟ واضاف : إنني لا أرغب في ذكر اسماء , لكن للأهمية هناك الشاعر عبد الله الشيخ جعفر , مثلا , هذا الرجل لا اخشى ان اتهم بالغلو في وصفي له بالشاعر الفحل والناقد المتذوق, لكنه يرفض نشر شعره , ولا اكتمك بان نفسي نازعتني مليا بالتطاول على عرينه بنشر شعره في (مجلة الواحة) فلدي منه الكثير , لكن التزام الأمانة واحترام الحقوق يصدانني عن هذه الرغبة. ومن الصنف الثاني اتجرأ بذكر شخصيتين من ابرز شعرائنا هم الاستاذ محمد العلي والاستاذ محمد رضي الشامسي هذان الشاعران الكبيران احجما الى الآن , عن اثراء المكتبة العربية بإبداعاتهما , وهذا لغز عسر علي فهمه , اما عن تمزيق الشاعر لشعره , فهذا العمل لابد من مقترفه كل من يحترم نفسه , فالشاعر الصادق تتوافر فيه ملكة النقد والتقويم , وتثمين ما يصلح للنشر , فإذا كانت له محاولات وجد أن بها وهنا وركاكة فما الداعي لنشرها إلا إذا كان مستهينا بنفسه , مستخفا بقارئه ؟ بعض الشعراء لا يكتفي بتمزيق ما لا يصلح , بل يعتزل الكتابة إذا وجد قريحته قد كلت , إما لكبر السن أو لأسباب أخرى , بينما ترى آخرين يتشبثون بالنظم , حتى وهم يجترون او يكررون أنفسهم , ولا يشعرون بتخطي الزمن لهم , وفي ظني لن يقلعوا حتى ان صيح بهم كفى , سئمناكم ! وأضاف العوامي: نعم لقد مزقت بعض اشعاري فمن غير المعقول ولا المقبول ان أظهر للناس ما لا أرضى عنه , وأدري أن القارئ لا يرضى عنه , فلمن إذن هذا الشعر , هذا طبعا لا صلة له بمسألة الاختلافات الفكرية حول القضايا خاصة وعامة , فتلك قضية أخرى غير القيمة الفنية للشعر. ولقد وجدنا بعض الشعراء ضنينا بشعره , حريصا على إظهاره مهما كان ضعيفا وبعضهم يعود الى نبش الدفاتر العتيقة بحثا عن قصيدة يجبرها ويرممها كي يزيد في عدد دواوينه , ومن الغريب انه لا يشعر بان نشر مثل هذا الشعر الهزيل يسيىء اليه أكثر مما يحسن.
محمد العلي