مع نهاية هذا العام الدراسي 1423/1424هـ تحتفل كلية الملك فهد الأمنية بمناسبة غالية تختصر مسيرة وطن وملحمة تنمية وطنية وتتمثل في مرور سبعين عاما على انشاء الكلية كصرح علمي امني متميز رافق مسيرة الدولة منذ المراحل المبكرة لتأسيسها، وفي هذا العام تشرفت كلية الملك فهد الامنية برعاية صاحب السمو الملكي وزير الداخلية حفل تخريج طلبة الكلية، وتم ولاول مرة تخريج الدورة الاولى لحملة دبلوم العلوم الامنية، ودورة التأهيل الامني الثانية والثلاثين من الجامعيين والدورة التاسعة والخمسين لبكالوريوس العلوم الامنية، بمجموع خريجين يقترب من الف خريج في عام واحد، ومن توفيق الله للكلية ومنسوبيها ان يتزامن هذا الحفل مع مناسبة تاريخية مهمة وهي اكمال الكلية للعقد السابع من عمر العطاء الامني والحضاري، وبتتبع المراحل التاريخية التي مرت بها الكلية يتوقف المرء عند العديد من المحطات المهمة ومن ابرزها:
1354هـ مرحلة النشأة والتأسيس
ايمانا من موحد هذه البلاد المباركة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله بأهمية الامن وابعاده الاجتماعية والاقتصادية في ارساء دعائم الاستقرار، فقد ادرك بثاقب بصره اهمية اعداد الرجال المؤهلين لصيانة امن دولته الفتية فكان ان اصدر اوامره الكريمة بانشاء مدرسة للشرطة وذلك عام 1354هـ. وكانت هذه هي النواة الاولى لكلية الملك فهد الامنية حيث بدأت كمدرسة للشرطة تختص بتأهيل رجال الامن من الضباط وصف الضباط الذين كانوا يوزعون اثر تخرجهم على مختلف مناطق المملكة. وكانت مدة الدراسة واعداد الخريجين في ذلك الوقت لا تتعدى الاشهر القصيرة وكانت مدرسة الشرطة في حينها قد ربطت بالمديرية العامة للامن العام.
1370هـ بدايات التطور
تبعا لتطور مستوى التعليم في البلاد والمتمثل في افتتاح العديد من المدارس بمختلف مناطق ومحافظات المملكة، رفعت (مدرسة الشرطة) مستوى قبول الطلاب مشترطة على المتقدمين شهادة اتمام المرحلة المتوسطة، واستحدثت نظاما تعليميا جديدا وزيدت مدة الدراسة الى سنة كاملة وذلك لتمكين الخريج من الحصول على اكبر قدر من المعلومات والمهارات الامنية ليصبح بعد تخرجه قادرا على اداء المهام الموكلة له بكل اقتدار.
1381هـ سباق مع الزمن
خلال هذه المرحلة استقطبت الكلية العديد من الكفاءات العلمية وعاد بعض الضباط المبتعثين الى المملكة فكان من الضروري الاهتمام بتطوير مستوى التعليم واعداد القبول لاستيعاب الراغبين في الالتحاق بالسلك الامني، ومن هنا بدأت الارهاصات الاولى للارتقاء بالمستوى الاكاديمي، ورؤيت حينها اهمية زيادة مدة الدراسة الى ثلاث سنوات لتمكين الطالب من الحصول على قدر واف من المعارف التي توسعت لتشمل مختلف العلوم الشرعية والجنائية والادارية والقانونية والاجتماعية.
1384هـ الانتقال إلى مدينة الرياض تحت مسمى كلية
في هذا العام مرت الكلية بمحطة تاريخية مهمة في مسيرتها الطويلة حيث ارتأى المسئولون اهمية دعم واعادة هيكلة (مدرسة الشرطة) اداريا، فتقرر نقلها الى مدينة الرياض وتغير مسماها الى كلية الشرطة لتتبع مباشرة وزارة الداخلية، وبرعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين (وزير الداخلية آنذاك) اصبحت الكلية في مقدمة اولويات التطوير في الوزارة ومنحها ـ يحفظه الله ـ جل اهتمامه، وبدأت الكلية في تلك المرحلة في اعادة تخطيط وتطوير مناهج التعليم، والتدريب، والادارة، على أسس علمية بما يتوافق مع المتغيرات المحيطة، ووفقا لاهداف مرسومة، تتواكب مع الطموح المنشود من هذه الكلية العريقة.
1386هـ كلية قوى الأمن الداخلي
مع مرحلة التحديث التي طالت اجهزة الدولة الرسمية مع منتصف الثمانينات الهجرية حظيت الكلية بنصيبها من التحديث والتطوير، واقترح تغيير مسماها من كلية الشرطة الى كلية قوى الامن الداخلي، وهو تغيير يعني عمليا ان الكلية باتت الرافد الاساسي المزود لكافة قطاعات قوى الامن بالضباط المؤهلين، وتبعا لذلك توسعت الكلية في مفهوم التدريب، والتعليم وفقا لهذا المفهوم الجديد لدورها ورسالتها. وتبعا لذلك رأى المسئولون ان تفصل الكلية عن الامن العام كقطاع مستقل ذي ميزانية خاصة يرتبط مباشرة بسمو وزير الداخلية، وعدل مؤهل القبول فيها باتمام شهادة الثانوية العامة.
1391هـ الكلية تمنح شهادة البكالوريوس
في هذا العام تم تصميم برنامج تعليمي جديد للكلية وفق نظام الفصول الدراسية يغطي ثلاث سنوات أكاديمية ويمنح الخريج بعدها (بكالوريوس علوم قوى الامن الداخلي) وتواكبت هذه النقلات مع خطط التنمية الطموحة التي بدأت عام 1390هـ بخطة التنمية الاولى والتي ركزت على تطوير اجهزة الدولة، ومرافق التعليم مستهدفة رفع المستوى التعليمي للانسان السعودي، ومع الحاجة الملحة لضباط امن مؤهلين لمواكبة النقلة الحضارية التي بدأت الدولة في وضع خططها.
1403هـ تغيير المسمى الى كلية الملك فهد الأمنية
في هذا العام انتقلت الكلية الى مرحلة ادارية وتعليمية جديدة واضيفت مناهج وخطط تدريب جديدة ثم صدرت التوجيهات الكريمة بتغيير مسمى الكلية الى كلية الملك فهد الامنية وتغيير مسمى الشهادة الى (بكالوريوس علوم امنية) واصبحت الشهادة الجديدة محل اعتراف الجامعات علميا ووظيفيا اسوة بغيرها من الدرجات العلمية المتخصصة.
1405 ـ 1409هـ مقر الكلية الجديد
لمواكبة الازدهار الاقتصادي والحضاري الذي تعيشه بلادنا الغالية وضمن مشاريع التنمية الكبرى وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ بتاريخ 10/8/1405هـ حجر الاساس للمقر الجديد لكلية الملك فهد الامنية الذي خطط له ليحتل مساحة 2 مليون متر مربع، وتم الانتقال الى هذا المقر بعد اكتمال البناء مع بداية عام 1409هـ ويشتمل المبنى الجديد على العديد من التجهيزات الحديثة الخاصة بالمعامل والاجنحة الجنائية، وقاعات العلوم الامنية المزودة بكافة الوسائل والتقنيات الحديثة التي يتدرب عليها الطلاب طوال سنوات الدراسة.
1418هـ الخطة التطويرية للكلية
مع اطلالة عام 1418هـ تشكل العديد من اللجان المكلفة باعادة تقييم مناهج الكلية وخطط التدريب، والادارة واعقب هذه الجهود صدور القرار الوزاري باعتماد الخطة التطويرية للكلية التي كانت لها انعكاسات ايجابية تعليميا واداريا وعسكريا لتحدث نقلة هائلة لهذا الصرح الامني.
1422هـ رفع مستوى القبول الى الشهادة الجامعية
وحيث تستمر مسيرة التطوير في هذا الصرح الامني مواكبة لتطور المجتمع فقد صدرت الموافقة الكريمة باقتصار القبول في الكلية على خريجي الجامعات وفقا لاحتياجات القطاعات الامنية، واستقطبت الكلية بناء على هذا التوجه الكفاءات السعودية الشابة في مختلف التخصصات العلمية والنظرية من حملة البكالوريوس من مختلف الجامعات السعودية والاجنبية.
التدريب والتأهيل
لم يقتصر دور الكلية على الجوانب التدريبية والتعليمية لتخريج ضباط الامن بل امتدت رسالتها الى عقد العديد من الدورات السنوية والفصلية، وحلقات التدريب القصيرة من خلال المعهد العالي للدراسات الامنية. وتعقد سنويا دورات علمية تشمل:
* دبلوم القيادة الادارية.
* مكافحة غسيل الاموال.
* دبلوم اللغة الانجليزية.
* مكافحة التزوير.
* اساليب التحقيق في القضايا الجنائية.
* اعمال الدفاع المدني.
* الرقابة على السجون ودور التوقيف.
* التعريف بنظام الاجراءات الجزائية.
* اعمال المرور.
* دورات البحث والتحري.
* تطوير المهارات الامنية.
* البحث والتسجيل الجنائي.
* ودورات تخصصية لهيئة التحقيق والادعاء العام.
كما تعمل ادارة المعهد التي تضم نخبة من اعضاء هيئة التدريس العسكريين والمدنيين الذين تم تأهيلهم تأهيلا اكاديميا عاليا في العلوم الامنية والجنائية والادارية والاجتماعية، على دراسة الظواهر والمستجدات في المجال الامني وعقد الدورات لذلك وفقا للاسابيع الدراسية التي تتفق مع احتياجات عقد الدورات لمثل هذه الظواهر وذلك لكافة منسوبي القوات المسلحة في المملكة العربية السعودية ورجال الأمن في دول مجلس التعاون الخليجي.
