جاء في تقرير لصحيفتكم الرائدة بعددها رقم 10998 الصادر يوم السبت 26/2/1424 هـ الدعوة لتأسيس (تحالف بنكي لتمويل المشاريع الصناعية) من خلال تطبيق منهج الإندماج لانشاء بنك موحد يعمل على تمويل المشاريع الصناعية الكبيرة والصغيرة والمتوسطة وتشكيل تحالفات لمواجهة المنافسة الاجنبية حيث ان البنوك الحالية عاجزة عن تمويل المشاريع لضعف رؤوس الأموال .. وهذه دعوة مباركة تنم عن رغبة في تخطي واحدة من أقوى العوائق التي تقف وتوظيف السيولة المالية والمتراكمة لدى البنوك المحلية في تمويل الصناعة الوطنية.
هذا جميل .. والأجمل في تصورنا أن تسعى البنوك المحلية بالتعاون مع عدد من الشركات الوطنية ذات الرساميل الضخمة والسيولة المتكدسة لتأسيس (صندوق استثماري عالمي مفتوح) يخصص للاستثمار في تنمية القطاع الصناعي .. وأن يفتح هذا الصندوق لمشاركة اموال المواطنين والأجانب سواء المقيمين منهم في بلادنا او القاطنين في بلاد أخرى بان يكون هذا الصندوق مسجلا في إحدى البورصات العالمية ويسمح لأي من كان ان يستثمر فيه .. مؤسسات مالية , صناديق استثمارية . شركات افراد .. وحتى حكومات .. على أن يصمم ليتلاءم .. ومعطيات الاسواق المالية . وأن يكون منافسا لصناديق استثمارية أخرى : وأن تناط بإحدى المؤسسات المالية ادارته بشكل احترافي . وأن يتم توظيف أصوله بكفاءة لتحقيق أقصى العائد الممكن له. فتح صندوق استثماري كهذا ستكون له عوائد جمة .. فمن خلاله نتخطى عقبة محدودية الرساميل التي يمكن للبنوك الوطنية توفيرها لقطاع الصناعة نظرا لانتهاجها مبدأ التنوع وتقليل المخاطرة .. كما وأننا بهذا نعمل على كسر احتكار المؤسسات المالية العالمية لسوق تمويل المشاريع الكبرى في صناعتنا الوطنية وبالذات تلك التي تخصص لقطاع الطاقة .. ومن خلاله نحقق فتح اسواقنا الوطنية لتكون نقطة جذب للاستثمارات الأجنبية من خلال هيكل واضح من جميع جوانبه المالية والقانونية .. وبهذا ايضا نحقق تطويرا وتنويعا للأوعية الاستثمارية التي يمكن للمواطن المشاركة فيها. الفائدة القصوى التي سوف تتحقق من خلال استحداث صندوق استثماري عالمي كهذا تكمن في توفير السيولة العالية اللازمة لتوفير مشاريع الطاقة والصناعات المرتبطة بها لتطويرها واحداث النقلة النوعية في وسائط تمويلها .. ولربما كان هذا اجدى من تأسيس تحالف بنكي محلي لتمويل المشاريع الصناعية. لا ننسى أن مشروعا كهذا لابد وأن يواجه مصاعب واشكالات عديدة خاصة في المرحلة الراهنة التي تمر بها المنطقة .. بما في ذلك تبعات احداث سبتمبر.. ولكن ولمعطيات كثيرة .. فإن المستثمر الدولي .. والمحلي ... سيجد ان صندوقا كهذا سيكون اكثر امانا من الاستثمار المباشر في الاسواق المحلية وبالخصوص عند تأسيسه في منطقة آمنة .. وأن تكون ادارته من قبل جهات قد تم اختبار نتائجها الاستثمارية. بلادنا هي المستقبل للاستثمارات الصناعية الواعدة .. وما سابك الا مثال على ما يمكن أن يكون الاستثمار فيها.
قاري اليوم ـ الدمام