الى الإنسان اينما كان, وكيف ما يكون, الى المضطهدين على كل مساحات اليابسة, رفقا بالانسانية, حيث بوجودها يستمر الإخضرار على كوكب الأرض, ايها الانسان الذي خلقه الله جميلا, وعاقلا, كن كما اراد لك مبدعك, لا تغير خلق الله.
في زمن المباغتة
والدهشة
كل الأشياء لها ثمن
الا الانسان..
الراقص بغباء..
في الهواء وللهواء..
الهارب من سوق النخاسة
إلى دار النخاس
يفر من قيد إلى عبودية
ومن ذل الى إذلال..
قاربه الأمل
ومجدافه الأمنيات
التى لا يرى لها وجها
ولا يعرف ما لونها..
الحرية, الحب, الحلم..
الاستقرار, الشبع, الارتواء..
المأوى, الدفء, الكبرياء..
مفردات تلبس الأقنعة البيضاء..
لتخفي وراءها الطعنات النجلاء..
الوان جديدة من المراوغة..
لم يعهدها التاريخ من قبل
يرسمها عبث اللئام بالكلام..
الوان من صوت الانسان
يضج بالويل, والثبور
في غابة القبور
حيث الدموع, والأحبار, والدماء
تسيل كالموت, كالأفاعي, كالجفاء,
تنوح كالجوع, كالفقد, كالرمضاء
تفتش في صميم الأرواح
الملقاة على الطرقات..
علها في غفلة من زمن ترمد
عند (أعقاب النهايات) كالأحياء
تجد حياة. تأمل الحياة فتقتلها
في الوقت المتهدم كالنبلاء..
في حضيض زمن لا يشبهه شيء
الا وجهه المرقع بالنكبات
اللامتوقعة الا منه
يأتيك الموت من كل الجهات
فأين تفر؟!
الى صدر الوطن؟!
الى صبر الام
الى صدع الأرض؟!
الوطن مستباح
والأم مغتصبة
والأرض مجزأة..
ايها الانسان الرخيص
الممزق, المتآكل. الغريب..
لملم ما تناثر من أشلائك
واسكن حيرتك, واخلد للفناء..