من اشهر عيوب المرأة كثرة الأسئلة، والإلحاح وانتقاد ما يملكه الآخرون .. فإذا رأت المرأة صديقتها ترتدي فستاناً جديداً أو عقداً جميلاً من المجوهرات لا يهدأ لها بال إلا عندما تعرف ثمنه والمحل الذي يبيعه ! ولا ترتاح إلا حين تشتري نفس الفستان !
لا أقول إن كل السيدات أو الفتيات هكذا ولكنني أخص فئة معينة فئة تعاني هذا العيب الذي ليس مجرد فضول أو رغبة في التقليد فقط بل يصل لدى بعضهن إلى حالة مرضية تبلغ بالمرأة أن تصبح نسخة " بالكربون " من صديقتها في ملابسها أو سلوكها أو طريقة كلامها أيضا !
أحيانا تطلب المرأة من صديقتها زيارتها في بيتها لأمر عاجل فتفاجأ بأنها تعرض أمامها كل محتويات دولاب ملابسها لأنها تريد رأيها في اختيار أحلى زي لديها !!
وهناك أيضا من تحرص على الخروج مع صديقتها بزي متشابه أو متطابق تماماً حتى يتصور من يراهما أنهما أختان أو توأم !
قد يتصور الطرف الآخر الذي تسعى الأخريات لتقليده أن ما يحدث هو نوع من الإعجاب بذوقه .. ولكن هذا السلوك يحمل قدراً من التقرب الزائف انه من المفروض أن يحمل الزي لمساتنا الشخصية المتميزة .. وهو ما نجده لدى النموذج المغاير للشخصية المقلدة، حيث تعتبر المرأة دولاب ملابسها من أسرارها الشخصية .. ويرى خبراء على النفس ان هذه الظاهرة ليست مقصورة على النساء حيث يفضل بعض الرجال تقليد غيرهم بدلا من الاعتداء باختياراته الشخصية وهم يحذرون من نتائجها الخطيرة خاصة انها تعد انعكاساً لعيوب معينة في الشخصية .
وتؤكد الدكتورة " دومينيك ابراهامز" ان تقليد الزي وتسريحة الشعر يشير إلى الرغبة العارمة عند الشخص المقلد لأن يكون محل قبول الآخرين، وحاجته إلى التغلب على إحساسه بالدونية . انه شخص فاقد للثقة بنفسه، ويفتقد للإحساس بالأمان، ويتملكه شعور دفين بان الآخرين ينبذونه ولا يقدرونه !
وتضيف " دومينيك " إن الناس يميلون إلى تحقيق قدر من التشابه انهم يريدون تضييق مساحات الاختلاف قدر الإمكان فالإحساس بالانتماء إلى مجموعة يخلق رابطة قوية مع الآخرين، وبأن هذا الشخص مقبول من الآخرين وان هناك علاقة ما تربطه بهم . وتشير إلى أن ظاهرة تقليد الملابس تنتشر بين المراهقين والمراهقات بصفة خاصة .. فالمراهق يسعى للظهور بأفضل صورة له وغالباً ما تكون هذه الصورة المثال الذي يقلده لأقوى أقرانه من حيث الشخصية .. ولا يقتصر التقليد في غالب الأحيان على الملابس، بل ينتقل إلى السلوك والتصرفات .
وتقول : إننا إذا نظرنا إلى الأمر بطريقة أخرى فسنجد في مثل هذا السلوك نوعاً من البحث عن القدوة وإذا كان الأمر مقبولاً في فترة المراهقة، فان المسألة تختلف عندما يتقدم بنا العمر في هذه الحالة يصبح التقليد ومحاولة التطابق مع أي من الآخرين نوعاً من تدمير الذات ونفياً للشخصية وقضاء على التميز والتفرد . وتؤكد الدكتورة " دومينيك" ضرورة ترسيخ مبدأ أساسي في التربية هو الاستقلال وهي تنصح بتعميق هذا المفهوم مبكراً منذ سنوات الطفولة فيجب أن نمنح أطفالنا مساحة من الاستقلال والحرية ومساحة يمارس فيها الصواب والخطأ وصولاً، إلى الاعتماد على الذات وامتلاك الثقة بالنفس، وإدراك القدرات الشخصية بصورة خالية من أية أوهام .