بعض الناس لا يكادون يستقرون على حال انهم متقلبو المزاج متقلبو الأهواء متقلبو الأماكن مما يجعلهم متقلبو القلوب وبحكم تنقلهم الكثير فهم لا يطيلون البقاء مع أشخاص لفترة تسمح بثبات القلوب فكما يقال "بعيد عن العين بعيد عن القلب" وعلى عكسهم اولئك الذين يعبرون أيامهم على وتيرة واحدة متناغمة وثابتة فهم لا يغيرون أمزجتهم لأنهم لا يريدون أن يجعلوا من أنفسهم محور اهتمام الآخرين أو لعلمهم بأن الآخرين غير مسئولين عن مزاجيتهم ودرجة انحرافها أو ثباتها كما أن أهواءهم نادراً ما تتغير لمجرد التغيير وإنما هي تتبدل حسب الحاجة والسن وتطور الفكر. وهم عشاق للمكان وناسه مهما كانت عيوبه ومشاكل ناسه ارتباطهم وثيق ويكاد يكون ثابتا ومن المؤكد أن لهذه الشرائح الإنسانية تصنيفا ما في علم النفس ومن المؤكد أيضاً أن هذه التصنيفات لا تعني المفاضلة بينهما لأن لكل من الصفتين سلبياتها وإيجابيتها وإنما هي سنة الله في خلقه وكل فرد منا قادر ببساطة أن يتعرف على شخصيته ومن أي صنف هي.. فأنا مثلاً من الفئة الثانية التي تركن لأوضاعها وتستريح بها وتتحرك ولكن من خلالها ومن هنا كنت دائماً قريباً من المكان ومن الأشخاص وكان بيني وبين الأماكن وأشخاصها حميمية وعلاقة قريبة جداً وان لم تظهر للبعض إلا أنها كانت ومازالت دائماً موجودة. والتغيير كان دائما هو القرار الأخير الذي يحكمه العقل لا العاطفة لأننا لو تركنا مصائرنا بيد عواطفنا لما اخترنا أن نترك أحضان أمهاتنا ولكن هي الحياة قائمة على الحركة حركة الأرض والقمر والشمس والكون بأكمله فما نحن البشر إلامخلوقات على هذه الأرض لتتحرك وتعمر وحيثما أحسسنا أنفسنا قادرين على الاعمار فنحن موجودون.
رسالة:
وتبقى لدي لوعة من الفراق وغبطة لأولئك القادرين على التلويح بيد الوداع في كل يوم والرحيل إلى موانئ جديدة دون الشعور بهذه اللوعة.
عادل الرضيمان
