جاسم عساكر

زمنٌ تجففَ من يديك

إلى الصحفي والإعلامي صديقي الأستاذ/ فرحان بن فهد العقيل الذي وافته المنية إثر حادث سير أليم (رحمه الله تعالى) حدِّثْ، فلستُ بيائسٍ أن أسمعَكْ ما زلتُ أحرسُ في فؤاديَ موقعَكْ ما ضاقَ بالذكرى الحبيبةِ خافقٌ قد كانَ يوماً بالصبابةِ أوسَعَكْ لم تنكسرْ فيَّ الأماني إنّما وزعتُها، في غربتي كي أجمعَكْ وسمعتُ صوتَ الريحِ وهيَ تجرّحُ الـ أغصانَ إذْ شهدتْ هنالكَ مصرعَكْ والعطرُ مدَّ إلى رفاتكَ كفَّهُ من فوقِ أجنحةِ النسيمِ ليرفعَكْ وسَعَتْ لكَ (الأحساءُ).. كلُّ خميلةٍ ودَّتْ جوارَ سريرها أن تزرَعَكْ زمنٌ تجففَ من يديكَ وكم ذوى فيه الهوى متمنِّياً لو أرجعَكْ ما عقَّ هذا القلبَ مثلُ قساوةٍ ما زالَ متّهماً بها من شيَّعَكْ هيّا ابتسمْ لي مثلمَا عوّدتَني صافحْ يميني لُفَّ حوليَ أذرعَكْ قل لي: انتظرني، كي أقولَ للهفتي سيعودُ.. طَمئنْ بالوعودِ مولَّعَكْ وأَعِدَّ متكأً لصحبكَ، أقبلوا وقفوا ببابكَ.. لهفَ بابٍ ودّعَكْ؟! بابٌ تضمَّخَ بالحنينِ لطرقةٍ فيكادُ ملءَ حنينهِ أن يتبعَكْ يا قلبُ فلتقطفْ ثمارَ فجيعتي فهُنا هُنا خلٌّ ببعضِكَ بضَّعكْ يا حزنُ بي روحٌ وإن هي خولطتْ بالصبرِ لا تكفي بأنْ تتجرَّعَكْ لم يدرِ إذ كتبَ القصيدةَ شاعرٌ في أيِّ أنحاءِ القصيدةِ ضيّعكْ؟ عاتبتُ درباً لم نكنْ فيهِ معاً ما كانَ أبطأني إليهِ وأسرعَكْ وسألتُ ربّي إذ لمحتُكَ في الندى من أيِّ ألوانِ الطبيعةِ أبدعَكْ!! ما لاحَ في أفقِ السعادةِ مطلعٌ مذْ غيّبتْ كفُّ المنيةِ مطلعَكْ فتَّشتُ أبحثُ عن هطولِ سحابةٍ وبلغتُ من ولَعي بأن أتوقّعَكْ ماذا يبيحُ الوردُ فيكَ إذا دعا: اللهُ، ما أحلاكَ أو ما أروعَكْ!! يا وعدَ وردٍ أنتَ فيهِ جمعتَني ودعوتَني فيهِ بأنْ أتضوّعَكْ وبدأتَ إذ بدأتْ دقائقُ وعدنا تشكو إلى قلبي غراماً لوّعكْ وبكى فؤادُكَ ذاكراً أحبابهُ والليلُ سابقَني ليمسحَ أدمعَكْ وهتفتَ باسمي، تستميلُ عواطفي حقلاً بتربتهِ تفجِّرُ منبعَكْ وتسمّرتْ عيناكَ بي وسألتَني: ماذا تُرى خلفَ العوالمِ أوجعَكْ؟! قل يا أخي، بُح بالعذابِ فلن ترى إلاَّ أخاً، بُحْ بالأسى لن أمنعَكْ والشعرُ شرَّعَ للحمائمِ شرفةً والشوقُ أنضجَني لظاهُ وأينعَكْ فسمعتُ نبضَ الحبِّ يملأُ أضلعي وسمعتُ نبضَ الحبِّ يملأُ أضلعَكْ والآنَ أسألُ في متاهةِ حيرتي والقلبُ يعلمُ، لن تغادرَ مضجعَكْ: هل عاذرٌ أحيا ولا تحيا معي أم عاذرٌ تمضي ولا أمضي معَكْ!!