بذلة «السكرتي» تنقصها الهيبة!
هم شريحة عريضة في المجتمع من أبناء الوطن، يعملون وسط ظروف مادية صعبة، ويقومون بمجهود كبير؛ من أجل توفير لقمة العيش الكريمة لهم ولأسرهم، معرضين أنفسهم للخطر في الخط الأمامي لكل منشأة، فكم من حادثة نقلتها لنا الصحف كان هذا الموظف «الغلبان» كبش فداء لثلة من المدراء وكبار الموظفين، يتعرضون للشتم والدفع وأحياناً الضرب، ولا ينتظرهم مستقبل فخبراتهم تسجل من «نكد» على أبواب الغير! يحرسون الملايين ويتقاضون الملاليم!إنهم «موظفو الحراسات» أو ما يسمى بـ «السكرتي» تجدهم على أبواب الأسواق وبين دهاليز المستشفيات والمؤسسات والشركات، وبين ملايين البنوك، مهامهم كبيرة، ومسؤولياتهم متشعبة، كل شيء كبير في حياتهم إلا «الراتب»! يجب النظر لوضعهم عبر إدخال نظام وظيفي يحمي حقوقهم، ويحمي أنفسهم، وتزويدهم ببدلات طبيعة عمل وخطر، بل يجب النظر إلى ساعات عملهم فليس من المعقول أن يتجاوز عملهم أكثر من ثماني ساعات في ظروف جوية صعبة، أنا وأنتم لا ننتظر من مؤسساتهم وشركاتهم مبادرة! ولكن نتمنى من وزارة العمل سن نظام يرحم هؤلاء من مغبة الانحراف وخيانة الأمانة. يجب اعطاء بذلة السكرتي هيبتها واعطاؤها طابعاً وحصانة ما، حيث لا يجرؤ بعض العامة ممن لم يحظوا بتربية جيدة على الاعتداء عليه بالألفاظ أو بالأفعال أو بهما معاً، على اعتبار أن لا قانون لدى شركات الحراسة الخاصة يحمي البذلة التي يرتديها موظفوها. وكل هذه الإجراءات لن تحل مشكلة، إذا لم يعط موظف الأمن دورات دورية مكثفة؛ للتعامل مع المواطن والتصرف أثناء المواقف والعودة لمرجعية اعتبارية. فوضعه بدون نظام واضح مدعاة للاستخفاف والتجاوز من قبل أصحاب النفوس الضعيفة، ليكتمل دوره في أداء مهامه المحددة له ويكون سنداً للجهات الأمنية الأخرى. والله المستعان.