عبدالله الدقاش - الأحساء

«الواحة» موطن الساسانيين والفينيقيين واحتضنت أجناسا متنوعة عبر التاريخ

نظمت لجنة التنمية الأهلية الاجتماعية بالقارة الواقعة شرق محافظة الأحساء، مساء أمس، محاضرةً بعنوان: «جبل القارة ومحيطه: تاريخ.. حضارة.. مستقبل» في مقر اللجنة الجديد، ألقاها م. عبدالله الشايب، ممثل الجمعية السعودية للمحافظة على التراث بالأحساء، بحضور رئيس اللجنة رضا بن عبدالوهاب العلي وعدد من المهتمين بالتراث الأحسائي.وقدم المهندس الشايب في بداية المحاضرة، معلومات تاريخية عن الأحساء، مبينا أن الجزيرة العربية مهد الشعوب السامية، وأن الساميين الرعاة شكلوا بداية الانطلاقة للتشكيل البشري لإنسان الخليج العربي، ثم تلت ذلك هجرات القبائل السامية الكبرى التي قذفت بها الجزيرة العربية شمالاً وشرقاً. وكان إقليم الخليج الذي تشكل الأحساء منه يعتبر محطة من محطات تلك القبائل. وأشار إلى أن العنصر الفينيقي كان من أوضح العناصر التي شكلت الدفعات الأولى من تلك الهجرات، بل ومن أغلبها في القدم، مبيناً أن الأحساء تسمى بلد الحضارات؛ لما احتضنته من أطياف وأجناس على مر التاريخ، وكان يطلق اسم الأحساء على مساحة كبيرة تمتد من عمان إلى البصرة في العراق، وسكن الأحساء الساسانيون والفينيقيون، وانتقلت من واحة الأحساء جماعات بشرية وانتشرت في أماكن أخرى، وأخذت معها بعض النباتات والزراعات والحرف اليدوية الأحسائية الشهيرة.ونوه المحاضر الشايب بأهمية الأحساء كوجهة سياحية، تشكل متنفسا لجميع الفئات العمرية في مكان واحد، ففيها الطبيعة الخلابة والجبل والشاطئ والصحراء والأماكن الترفيهية والأسواق الشعبية والمتاحف وتعد منطقة سياحية متنوعة. وأكد المهندس الشايب خلال محاضرته على ضرورة الاهتمام بالأماكن التراثية والسياحية بالمنطقة: كجبل القارة، وألا تطاله يد التشويه، وعدم محو بعض المعالم الطبيعية التي يتميز بها بداعي استغلاله تجارياً والاستفادة منه، وضرورة استثمار رأس الجبل وجعله معلماً سياحياً. يشار إلى أن جبل القارة من أبرز المعالم السياحية الطبيعية وموطن الفخار، وأحد أهم المعالم في الأحساء، يمكن للزائر الصعود الى الجبل الذي يسهل الصعود إليه والنظر إلى جزء كبير من واحة الأحساء ونخيلها التي جعلته مهوى للزائرين، ويتميز بكهوفه الباردة صيفا الدافئة شتاء، وشقوقه الصخرية الرائعة التكوين، فهو أشبه بالمنتجع الطبيعي الذي تحيطه النخيل من جميع الجوانب، في منظر أخاذ يحكي جمال وروعة المكان.