«نفسية الأحساء»: اختلاف الحضارات سبب «هياج الخادمات»
أكدت الطبيبة النفسية في مستشفى الصحة النفسية بالأحساء حنان الدرويش أن اختلاف الحضارات واللغة بين الخادمة والبلد الذي تنتقل للعمل لديه يعد صدمة نفسية تتعرض لها الخادمة حين حضورها للعمل. إضافة إلى الحنين إلى العائلة والوطن، وهو ما يسبب تعرض الخادمة إلى الضغط النفسي، ورفض العمل في بعض الأحيان، ويؤدي إلى حالات الهياج والعنف، مشيرة الى أن التعامل مع هذه الحالات يتطلب آلية خاصة.جاء ذلك في ورشة عمل قدمتها للكادر الوظيفي بمكتب المتابعة الاجتماعية في الأحساء مؤخراً حول طرق التعامل مع حالات الهياج والعنف، ونفت الدرويش ما يعتقده البعض "أن الحالات الهستيرية" التي يمر بها الفرد هي طريقة للهروب من الواقع. مشيرة إلى أن البعض الآخر يعتقد أن الهلوسة الكلامية والاضطرابات النفسية هي طريقة يتبعها الشخص كي يهرب من واقعه، وأنها معتقدات خاطئة منتشرة في مجتمعاتنا، بينما يعد الهدوء الشديد واضطرابات الكلام والأكل والنوم بداية اضطرابات نفسية تدق ناقوس الخطر لحالات الهياج والعنف النفسي. مشيرة إلى أن حالات الهياج المختلفة تشمل: الاكتئاب، القلق الشديد، الصرع والحالات الهستيرية، مبينة ارتباط هذا الموضوع بالخادمات، حيث إن وجود الخادمات في مكاتب الإيواء حتى يتم إنهاء إجراءاتهن ما يستدعي مكوثهن فترة من الزمن داخل المكتب يجعل نسبة تعرضهن للاضطرابات النفسية عالية. موضحة أن الخادمة يتم استلامها أحيانا من منزل كفيلها وهي مضطربة، أو أنها تعاني مرضا نفسيا منذ قدومها من بلدها.وأوضحت الدرويش أن التعامل مع هذه الحالات يتطلب آلية خاصة، حيث يمنع منعا باتا مواجهة الحالة المتهيجة وجها لوجه، بل يفضل الإمساك بها من الخلف، وربطها بشريط قماشي مع ربط يديها وقدميها من الخلف إلى أن تهدأ الحالة، ومن ثم نقلها إلى غرفة عزل ذات مواصفات خاصة، ثم التحدث معها لمعرفة المشكلة ومحاولة حلها.وأضافت الدرويش في ختام الورشة أنه لابد من التفرقة بين المرض النفسي والمرض العصبي، حيث إن الأول ناجم عن اضطرابات نفسية نتيجة أسباب عضوية أو اجتماعية أو بيئية وغير ذلك. بينما المرض العصبي يكون نتيجة خلل في خلايا المخ كالصرع مثلا، وأن أسباب الهياج وحالاته وطرق التعامل معه لا تنطبق فقط على الخادمات، بل على جميع حالات الهيجان والعنف حسب الحالة.فيما ذكرت مشرفة القسم النسائي بمكتب المتابعة الاجتماعية في الأحساء منيرة العميرين أن مثل هذه الورش تسهم في تطوير وتثقيف الكادر الوظيفي للتعامل مع حالات الهياج والعنف التي قد يتعرضن لها بعض الفئات التي يرعاها المكتب تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية التي تشمل: (الأيتام، المتسولين، الخدم). كما يثري حصيلة المعلومات لدى الموظفات البالغ عددهن أكثر من ٤٠ موظفة، ويسهم في دفع عجلة التميز والتطوير للحصول على خدمة أفضل للمستفيدين.